اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟

إسرائيل وحزب الله.. صراع استباقي يعيد ترتيب الأولويات ويضع الشمال في مرمى الانتقادات

حزب الله وإسرائيل
حزب الله وإسرائيل

رغم محاولة إسرائيل تقديم إنجاز عسكري كبير من خلال منع عملية عسكرية واسعة من قبل "حزب الله" ردًا على اغتيال أحد أبرز قادته، فؤاد شكر، فإن الكشف عن معلومات استخباراتية إسرائيلية تشير إلى أن الحزب كان ينوي تنفيذ ضربة ضد أهداف استراتيجية حساسة في تل أبيب، أدى إلى تصاعد الاحتجاجات من قبل رؤساء بلدات الشمال وسكانها، الذين ما زالوا نازحين دون أفق قريب لعودتهم.

في حين لم تعترف إسرائيل رسميًا بإصابة طائرات مسيرة وصواريخ "حزب الله" لقاعدة الاستخبارات 8200 في "جليلوت" وسط منطقة تل أبيب، وموقع آخر لـ"الموساد"، فقد أكدت عدة مصادر أمنية وإعلامية استهداف هاتين القاعدتين اللتين تعدان من الأهم في جهاز الاستخبارات العسكرية و"الموساد".

وكانت إسرائيل قد أعلنت بعد خطاب الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله، إغلاق ملف الرد على اغتيال فؤاد شكر الذي كانت تستعد له منذ 40 يومًا. ومع ذلك، أبقت إسرائيل حالة الطوارئ واستعدادات الجيش في أقصى درجات التأهب، بالنظر إلى تطورات صفقة الأسرى في الجبهة الشمالية.

وطبقت الأجهزة الأمنية تدابير مشددة لحماية القواعد العسكرية والمواقع الاستراتيجية والاستخباراتية، كما حافظت على جاهزية قصوى لمواقع مثل آبار الغاز في البحر وخليج وميناء حيفا، رغم ما اعتبره البعض طمأنة من خطاب نصرالله بعدم تصعيد الوضع الأمني.

في مساء السبت، وبعيدا عن وسائل الإعلام، قرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت وقادة الأجهزة الأمنية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، تنفيذ الضربة الاستباقية على "حزب الله". واتخذ هذا القرار بعد أن تبين لإسرائيل أن "حزب الله" كان يوجه نحو 6 آلاف صاروخ وطائرة مسيرة إلى إسرائيل، مستهدفًا مواقع استخباراتية وحساسة، بما في ذلك في تل أبيب. ووفقًا لمسؤول أميركي كبير، فإن الولايات المتحدة ساهمت بشكل كبير في التخطيط والقرار بشأن هذه الضربة.

وقال الناطق السابق بلسان الجيش الإسرائيلي، يوناتان كونركوس، إن الضربة الاستباقية تحمل بصمة الولايات المتحدة التي تسعى لتجنب توسيع النزاع إلى مستوى إقليمي، موضحًا أن الزيارات المكثفة للقادة الأميركيين جاءت في سياق التنسيق للضربة. وأضاف أن إسرائيل لم تغير قواعد اللعبة، بل عملت على تشويش أهداف "حزب الله"، وكان هناك تعاون وثيق مع الولايات المتحدة في هذا السياق.

وأبلغت إسرائيل، إلى جانب الولايات المتحدة، دول الحلفاء بنيتها تنفيذ ضربة استباقية، وأرسلت رسالة لبعض الأطراف الأجنبية لتنبيهها بتفادي التصعيد، مشيرة إلى أنها ستعمل على إحباط هجوم "حزب الله" دون السعي لتحويل ذلك إلى حرب واسعة النطاق.

واستيقظ الإسرائيليون صباح الأحد على تعليمات بفرض حالة طوارئ حربية والبقاء بالقرب من الأماكن الآمنة، مع إغلاق مطار بن غوريون الدولي والشواطئ في طبريا ونهاريا وعكا. وافتتح نتنياهو اجتماعًا طارئًا مع "الكابينت" في ملجأ تحت الأرض بمنطقة "الكرياه" في تل أبيب، حيث تم الإعلان عن انتهاء المرحلة الأولى من رد "حزب الله" على اغتيال شكر.

افتتح نتنياهو الاجتماع بالتأكيد على أن إسرائيل لا تسعى لحرب مع لبنان وأن الضربة الاستباقية كانت مدروسة لتجنب اندلاع حرب شاملة، مع التأكيد على أن هذه ليست نهاية المطاف.

وقد أثار حديث نتنياهو ودوافع الضربة الإسرائيلية غضب سكان الشمال ورؤساء بلديات المنطقة، الذين اعتبروا أن قرار حماية تل أبيب جاء على حساب الشمال. ووجه رئيس بلدية المطلة، ديفيد أزولاي، ورئيس بلدية كريات شمونة، أفيحاي شتيرن، انتقادات حادة للقرار، حيث اعتبروا أن الضربة لم تضمن أمن الشمال ولم تؤدي إلى عودة السكان إلى بيوتهم.

من جهته، شكك الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، تامير هيمان، في التقارير الإسرائيلية حول مخطط "حزب الله" بإطلاق 6 آلاف صاروخ، بينما دعا رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، إلى وقف حالة الذعر والتحول إلى استراتيجية متكاملة لإنهاء النزاع.

وفي ظل تراجع حدة القلق، حافظت إسرائيل على استعدادها لمواجهة مختلف السيناريوهات، بما في ذلك احتمال ضربات مكثفة من قواعد عسكرية، وتوجيه ضربات بالتعاون مع إيران. ومن المقرر أن يناقش رئيس أركان الجيش الأميركي، سي كيو براون، الذي سيصل إسرائيل اليوم، ضرورة الحفاظ على حالة الطوارئ والاستعداد لأي عمليات من قبل إيران.

وفي الوقت نفسه، توجهت الجهود الإسرائيلية نحو القاهرة للتوصل إلى صفقة قريبة. وصرح مصدران أمنيان مصريان، أمس الأحد، بأن المحادثات التي جرت في القاهرة بشأن غزة لم تسفر عن اتفاق، حيث لم توافق "حماس" ولا إسرائيل على الحلول التي قدمها الوسطاء.

وغادر وفدا إسرائيل و"حماس" العاصمة المصرية مساء الأحد بعد جولة مفاوضات جديدة حول وقف إطلاق النار في غزة.