تأثير غياب يحيى السنوار على استراتيجية إسرائيل العسكرية والحرب في غزة
في يناير 2024، اقتربت إسرائيل والولايات المتحدة من تحقيق هدف كبير في صراعهما مع حماس، حيث شنت قوات الكوماندوز الإسرائيلية هجومًا على مجمع أنفاق متطور في جنوب قطاع غزة، بناءً على معلومات استخباراتية تفيد بأن يحيى السنوار، زعيم حماس، كان يتواجد في المكان. لكن السنوار، الذي يعتبر أحد أكثر المطلوبين عالميًا، كان قد غادر الموقع قبل بضعة أيام، مما أعاد عملية البحث إلى نقطة الصفر مع قلة الأدلة حول مكانه الحالي، حسبما أفادت صحيفة نيويورك تايمز.
وتشير المعلومات إلى أن السنوار قد تجنب الاتصال الإلكتروني منذ فترة طويلة، وقد تمكن من تفادي شبكة الاستخبارات المتقدمة. ويُعتقد أنه يتواصل مع حماس عبر شبكة من الوسطاء البشريين، مما يضيف غموضًا حول كيفية عمل هذا النظام.
كشف مسؤولون من إسرائيل والولايات المتحدة، من خلال مقابلات مع أكثر من عشرين مصدرًا، عن استثمار البلدين موارد ضخمة في محاولة للعثور على السنوار. فقد تم تشكيل وحدة خاصة داخل جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) وكُلِّفت وكالات التجسس الأمريكية باعتراض اتصالات السنوار. كما قدمت الولايات المتحدة رادارًا يخترق الأرض للمساعدة في البحث عن السنوار وقادة حماس الآخرين.
يُعتقد أن القبض على السنوار أو قتله قد يكون له تأثير كبير على مجريات الحرب. يرى المسؤولون الأمريكيون أن ذلك قد يمكّن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الإعلان عن نصر عسكري كبير، مما قد يجعله أكثر استعدادًا لإنهاء العمليات العسكرية في غزة.
ومع ذلك، يبقى تأثير وفاة السنوار على المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الذين اختطفوا في السابع من أكتوبر غير واضح. قد يؤدي إبعاده إلى تقليل استعداد خلفائه لإبرام صفقة مع إسرائيل.
أصبح التواصل مع السنوار أكثر صعوبة، حيث كان يرد على الرسائل خلال أيام في السابق، لكن في الأشهر الأخيرة أصبحت الردود تستغرق وقتًا أطول بكثير، وأحيانًا يتولى بعض نوابه التواصل نيابة عنه.
وكان السنوار، البالغ من العمر 61 عامًا، قد أصبح زعيم حماس الأعلى في أوائل أغسطس، بعد أيام من اغتيال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي السابق، في طهران. ورغم أن السنوار كان يُعتبر الزعيم الفعلي لحماس، فإن القادة المقيمين في الدوحة كانوا يحملون الألقاب الرسمية.
وبالرغم من الضغوط التي تواجهه والتي تُصعّب من قدرته على التواصل مع القادة العسكريين وتوجيه العمليات اليومية، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يؤكدون أنه لا يزال قادرًا على توجيه الاستراتيجية العامة لحماس.