اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟

نبيل العربي.. مايسترو الدبلوماسية المصرية والمعادي لـ«إسرائيل»

نبيل العربي
نبيل العربي

توفي يوم الاثنين، 26 أغسطس 2024، الدبلوماسي المصري الكبير نبيل العربي عن عمر يناهز 89 عاماً، بعد مسيرة مهنية حافلة أسهمت بشكل بارز في العمل الدبلوماسي والقانوني الدولي على المستويين المصري والعالمي.

ولد نبيل عبد الله العربي في 15 مارس 1935، وتخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1955، ثم حصل على ماجستير في القانون الدولي ودكتوراه في العلوم القضائية من جامعة نيويورك. تولى العربي العديد من المناصب الرفيعة، حيث ترأس وفد مصر في مفاوضات طابا مع إسرائيل من 1985 إلى 1989، وكان مستشاراً قانونياً في مؤتمر كامب ديفيد للسلام عام 1978.

شغل العربي منصب سفير مصر لدى الهند (1981-1983) وممثل مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف (1987-1991) ونيويورك (1991-1999). كما عمل مستشاراً للحكومة السودانية في التحكيم حول منطقة أبيي، وكان قاضياً في محكمة العدل الدولية بين 2001 و2006، وعضواً في لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي وفي محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي.

في 7 مارس 2011، عُين نبيل العربي وزيراً للخارجية في حكومة عصام شرف بعد ثورة 25 يناير، ثم أصبح أميناً عاماً لجامعة الدول العربية في 15 مايو 2011. كتب العربي في مقال له في "الأهرام" عام 2006 وفي قناة الجزيرة عام 2007 حول تصحيح مسار السلام مع إسرائيل، وانتقد السياسة الخارجية المصرية بعد الثورة في مقال له في "الشروق" عام 2011.

أصدر نبيل العربي مذكراته في كتاب بعنوان "طابا.. كامب ديفيد.. الجدار العازل"، موثقاً تجربته في المفاوضات المصرية-الإسرائيلية، وساهم في إنشاء قوة عربية مشتركة في مارس 2015 كأحد أبرز أحلام العرب.

تميّزت حياته المهنية بالتزامه بالعدالة والشفافية، وترك وراءه إرثاً دبلوماسياً وقانونياً سيظل راسخاً في الذاكرة الوطنية والعالمية.

مما جاء فى السيرة الذاتية الغنية والمتنوعة للدكتور نبيل العربى، اقتطف السفير الراحل إبراهيم يسري في مقاله سابق له في "الشروق": أنه تمتع بعضوية لجنة القانون الدولى للأمم المتحدة منذ عام 1994، وقاض فى محكمة منظمة الأوابك 1990، وعضو فى لجنة الأمم المتحدة للتعويضات بجنيف اعتبارا من 1999، وعضو فى لجنة إدارة معهد استكهولم لأبحاث السلام، ومدير للإدارة القانونية والمعاهدات بوزارة الخارجية من 1976 إلى 1978 ومن 1983 إلى 1987، ومندوب عن حكومة مصر أمام محكمة تحكيم طابا ومستشارا لوفد مصر فى مباحثات كامب ديفيد. وأنه شغل المناصب التالية فى وزارة الخارجية المصرية: مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، ممثل مصر الدائم لدى المقر الأوروبى للأمم المتحدة فى جنيف، وفى الأمم المتحدة شغل منصب رئيس مجلس الأمن فى شهر يونيو سنة 1996، ونائب لرئيس الجمعية العامة سنوات 1993 و1994 و1997، ورئيسا للجنة الأولى المختصة بنزع السلاح، ورئيس للجنة الخاصة لدعم مبدأ منع استخدام القوة فى العلاقات الدولية. وكان توليه القضاء فى محكمة العدل الدولية شرفا لمصر، وفى المحكمة لم يحد عن إيمانه بالعدالة فى قضية الجدار العادل الشهيرة وصمد بتأييد من كل قضاة المحكمة أمام حملة أمريكا وإسرائيل للتشكيك فى حيدته.

وهكذا انضم السفير نبيل العربى إلى جيل العمالقة من رواد القانون الدولى المصريين، إلى جانب عبدالحميد بدوى، وعبدالله العريان، وبطرس غالى، ومحسن شفيق، ووحيد رأفت، وحامد سلطان، وحافظ غانم، وواصل بين جيلهم وبين جيله من فقهاء القانون الدولى فى مصر.

وخلال عمله الدبلوماسي والقضائي الدولي كان نبيل العربي يوصف في الإعلام الإسرائيلي والموالي لإسرائيل بأنه "معاد لإسرائيل".

كما حاولت إسرائيل رده عن المشاركة في نظر قضية عدم مشروعية إنشاء الجدار العازل أمام محكمة العدل الدولية، لكن المحكمة رفضت ذلك.

في 24 سبتمبر 2006 كتب نبيل العربي مقالا في "الأهرام" حول تصحيح مسار السلام مع إسرائيل ثم تحدث بنفس الاتجاه في قناة الجزيرة بتاريخ 23 يونيو 2007.

ومن مواقفه الشهيرة في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير عندما كتب مقالا في "الشروق" في العاشر من فبراير 2011 وانتقد فيه السياسية الخارجية المصرية خلال السنوات الاخيرة ودعا الى "مراجعتها" لاسيما ما يتعلق بموقف مصر من الحصار المفروض على قطاع غزة.

فكتب نبيل العربي: لم تكن سياسة مصر الخارجية فى السنوات الأخيرة تعالج بأسلوب علمى عصرى يؤدى إلى اتخاذ القرارات بعد دراسة متأنية لجميع أبعاد المسائل المطروحة بواسطة خبراء متخصصين. وكانت لا تعدو أن تكون ردود أفعال للأحداث وكانت القرارات تتخذ بأسلوب فردى وقد يكون أيضا أحيانا عشوائيا يتم بدون الدراسة المطلوبة.

وأكمل: مصر لها وزن كبير ولها دور تاريخى مهم ولها إسهامات فى جميع المجالات الدولية وليس فقط فى العالم العربى ومحيطها الأفريقى. ولا يليق بمصر أن تتسم سياساتها الخارجية والمواقف التى تتخذها بالارتجالية أو بمخالفات جسيمة لقواعد أساسية فى القانون الدولى مثل الموقف الذى تتبناه مصر تجاه الحصار المفروض على قطاع غزة والذى يتعارض مع قواعد القانون الدولى الإنسانى التى تحرم حصار المدنيين حتى فى أوقات الحروب. هذا الأسلوب فى اتخاذ قرارات تتعلق بالأمن القومى لا يتفق مع مكانة مصر وتاريخها".

وفى الأيام القليلة التى قضاها فى منصب وزير خارجية مصر شكل الدكتور نبيل العربى فى يناير 2012 لجنة قومية لدراسة وإعداد انضمام مصر الى النظام الاساسى للمحكمة الجنائية الدولية، ضمت كبار القانونيين فى مصر والتى شرفت بعضويتها حيث تناولت الموضوعات المطروحة بكثير من التعمق ومواكبة العصر، و تعاونت فيها أجهزة الدولة المختلفة و تبلورت توصياتها فى محضر اجتماعها المؤرخ 1 يناير 2012 الذي توصى فيه بالانضمام لنظام روما الأساسى.

وكان العربي على رأس جامعة الدول العربية عندما اتخذت قرارا تاريخيا لم يتم تنفيذه في مارس 2015 بإنشاء قوة عربية مشتركة، ووصفه بأنه حلم للعرب.

وأصدر نبيل العربي مذكراته في كتاب عن دار الشروق بعنوان «طابا.. كامب ديفيد.. الجدار العازل» قدم فيه إطلالة واسعة للأحداث التى عاصرها وشارك فى جانب منها.

الدبلوماسى والقانونى، استغرقت نحو 7 سنوات، بدأت فى 25 أبريل 1982، مع رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية عقب الانسحاب الإسرائيلى، وانتهت فى 15 مارس 1989، بعودة جزء عزيز من أرض سيناء إلى حضن مصر عقب معركة التحكيم الدولى، بفضل جهود كوكبة من الخبراء ورجال القانون والدبلوماسية والتاريخ المصريين الذين شكلوا اللجنة القومية لاسترداد طابا.

وفى كتاب نبيل العربي «طابا.. كامب ديفيد.. الجدار العازل.. صراع الدبلوماسية من مجلس الأمن إلى المحكمة الدولية»، قدم نبيل العربى سجلا لمجريات ملف المفاوضات المصرية ــ الإسرائيلية لاسترجاع طابا بوصفه رئيس الوفد المصرى فى تلك المفاوضات.