الأوقاف القطرية تطلق مشروعًا ثقافيًّا جديدًا لمناقشة كيفية تشكيل العقل المسلم
تطرح إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، في العاشر من شهر سبتمبر الجاري مشروعاً ثقافياً جديداً بعنوان: ندوة «التكامل المعرفي» للتباحث والتفاكر حول الكيفيات والوسائل التي تجعل من «التكامل المعرفي» سبيلاً للنهوض الحضاري للأمة.
وأوضح الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير إدارة البحوث، أن المشروع يُطرح تحت شعار: «التكامل المعرفي.. سبيل النهوض الحضاري» ويتم بالتنسيق مع مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة قطر، وهو عبارة عن ندوة نصف سنوية، تُعقد مرتين في العام، وتأتي كإضافة نوعية متميزة إلى سلسلة المشروعات الثقافية الممتدة والمتنوعة لإدارة البحوث.
وقال: إن فعاليات الموسم الثقافي الجديد تبدأ بندوة حول: «أثر التكامل المعرفي في تشكيل العقل المسلم» وذلك من خلال استدعاء أنموذجين متميزين لـ «شخصيات مختارة» بعناية، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، أحدها من التراث والآخر من العصر الحديث، ويشتركان في أن كلاً منهما يغترف معارفه من ينابيع الوحي.. أما الأول فهو أنموذج الإمام أبي حامد الغزالي (رحمه الله) الذي يجسد العقل المسلم الأصيل في قمة إبداعه وعطائه، وأما الثاني فهو أنموذج المفكر الجزائري المسلم مالك بن نبي (رحمه الله) الذي يجسد العقل المسلم المعاصر في أرقى حالات فاعليته وإنتاجه وقوة تأثيره الممتد.
ويتناول الأنموذج الأول (الغزالي) الدكتور بلال شيبوب، في حين يتناول الأنموذج الثاني (بن نبي) الدكتور بدران بن مسعود بن لحسن.
ولفت مدير إدارة البحوث أن الندوة الثانية، في هذا الموسم الثقافي الجديد، سوف تعقد مطلع العام المقبل لمناقشة «أثر التكامل المعرفي في تشكيل العقل المسلم» وذلك من خلال نماذج و«كتب مختارة» تجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث تم اختيار كتاب «المقدمة» لابن خلدون واختير الدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك لتقصي أبعاد الموضوع في أعماق الكتاب، كما تم اختيار كتاب «الموافقات» للإمام الشاطبي واختير الدكتور نور الدين بن مختار الخادمي للبحث والتنقيب عن آفاق وآثار التكامل المعرفي في تشكيل العقل المسلم من خلال «الموافقات».
وكشف الشيخ الدكتور أحمد آل ثاني أن المشروع الثقافي الجديد يهدف بالدرجة الأولى إلى إشاعة ثقافة «التكامل المعرفي» بين العلوم، ويسعى للبحث في السبل الكفيلة لاعتماد هذه الثقافة سبيلاً للنهوض الحضاري، ومن ثمّ المساهمة في الجهود المبذولة لإعادة «تشكيل العقل والإنسان المسلم»؛ ليكون بمستوى إسلامه وعصره.
وأضاف: أن فعاليات الندوة تعبر بمجموعها عن اهتمامات إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، بشكل خاص، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بشكل عام، وإسهاماتها الممتدة في جهود إشاعة ثقافة «التكامل المعرفي» بين العلوم، التي تأتي على رأس قائمة الأهداف التي تعمل عليها وتسعى لتحقيقها منذ عشرات السنين، من خلال ندواتها ومحاضراتها وإصداراتها المتنوعة وخاصة سلسلة «كتاب الأمة».
ونوه مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، بأن أعمال الندوة سوف تصدر في كتاب في نهاية الموسم.