اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟

في متاهة المفاوضات.. صراع الحياة والموت بين نتنياهو والسنوار

نتنياهو والسنوار
نتنياهو والسنوار

الموجة الأخيرة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة، مع تزايد الخلافات والنقاط الشائكة والمناشدات، أصبحت من المشاهد المعتادة عالمياً. ومع ذلك، تخفي هذه المشهدية حقيقة قاتمة حول جهود استمرت شهوراً لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، وإطلاق سراح الأسرى.

الطريق نحو أي اتفاق يتطلب توقيع شخصين: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم حماس يحيى السنوار. هذان الزعيمان يمثلان عدواناً لدوداً ومفاوضين شديدي الصرامة، يدركان تماماً أن نتائج هذه المحادثات ستُسجل في تاريخهما بشكل عميق. وفي حالة السنوار، قد تعني هذه النتائج الفرق بين الحياة والموت.

يملك كلا الزعيمين حوافز قوية لإنهاء الحرب، ولكن كلاهما يعتقد أنه سيستفيد أكثر من الصمود فترة أطول، ويفضل استمرار الحرب على التوصل إلى اتفاق قد لا يلبي تطلعاتهما.

نتنياهو وتحدياته

وعد نتنياهو بتحقيق "النصر الكامل" على حماس وإعادة جميع الأسرى المحتجزين في غزة، وهما هدفان يعتبر الكثيرون أنهما غير متوافقين. يتعرض نتنياهو لضغوط كبيرة من عائلات الأسرى وقطاعات واسعة من الإسرائيليين لدفعه نحو التوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى، حتى وإن كان ذلك يعني التفاوض مع حماس.

وفي ذات الوقت، تضغط واشنطن، التي قدمت دعماً عسكرياً ودبلوماسياً كبيراً لإسرائيل، للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق. لكن الائتلاف الحاكم الذي يقوده نتنياهو يعتمد على وزراء يمينيين متطرفين يريدون إعادة احتلال غزة بشكل دائم، وقد هددوا بإسقاط الحكومة في حال قدم نتنياهو تنازلات كبيرة.

إذا سقطت الحكومة، قد تجرى انتخابات مبكرة قد تجبر نتنياهو على التخلي عن السلطة في ظل محاكمته بتهم فساد، وقد تتسارع عملية محاسبته بشأن الإخفاقات الأمنية المحيطة بهجوم 7 أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص في جنوب إسرائيل واحتجاز نحو 250 آخرين كأسرى. كما يرفض نتنياهو دعوات لإجراء تحقيق في هذه الإخفاقات حتى تنتهي الحرب.

كلما طال أمد الحرب، زادت احتمالية تحقيق إسرائيل لانتصار مماثل: قتل السنوار وتحرير المزيد من الأسرى، ما يمنح نتنياهو فرصة أكبر لتحسين وضعه السياسي. لكن استمرار الحرب يحمل معه أيضاً مخاطر كبيرة، مثل زيادة عدد القتلى من الجنود وتزايد العزلة الدولية لإسرائيل بسبب تصاعد وحشية التعامل مع الفلسطينيين.

تباينت الآراء في إسرائيل حول استراتيجية نتنياهو، حيث أعرب مسؤولون أمنيون بارزون عن إحباطهم من طريقة تعامله مع الحرب، خاصة مطالبته بالسيطرة الدائمة على محورين استراتيجيين في غزة، وذهب البعض إلى اتهامه بإفساد المفاوضات.

السنوار ومطالبه

في المقابل، يسعى السنوار لإنهاء الحرب لكن بشروطه الخاصة. فقد أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، ونزوح 90% من سكان غزة، وتدمير المدن والبنية التحتية لحماس. ويملك السنوار ورقة المساومة الوحيدة وهي حوالي 110 أسرى ما زالوا محتجزين في غزة، يعتقد أن ثلثهم قد مات. ويحتاج السنوار إلى أكثر من مجرد وقف مؤقت للقتال لتحقيق نتائج ملموسة.

تشمل مطالبه ضمانات بعدم استئناف إسرائيل للحرب بعد إطلاق سراح الأسرى، وانسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة لتفادي إعادة احتلاله، وكذلك إطلاق سراح الشخصيات البارزة بين الأسرى الفلسطينيين، وضمانات بعودة الفلسطينيين إلى ديارهم وإعادة بنائها.

ويشير المحلل السياسي اللبناني نبيه عواضة، الذي قضى سنوات في السجن الإسرائيلي مع السنوار، إلى أن السنوار مهتم بشدة بتحقيق نتائج في المفاوضات، سواء كانت تتعلق بوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى، لأن ذلك سيعزز موقفه.

لكن، هناك مخاطر بالنسبة للسنوار إذا طال أمد المفاوضات، فقد يؤدي ذلك إلى وفاة المزيد من الرهائن أو استعادتهن من قبل إسرائيل بطرقها، وقد يستمر الموت والدمار في غزة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاستياء الفلسطيني تجاه حماس.

دور الوسطاء وتأثيرهم

لعبت مصر وقطر دور الوساطة الرئيسيين مع حماس، لكن تأثيرهما كان محدوداً. وقد لا يكون لأي ضغط على قيادة حماس تأثير كبير على السنوار، الذي تم تعيينه زعيماً لحماس بعد مقتل إسماعيل هنية في إيران. ويعتقد أن السنوار قضى معظم الأشهر الماضية في أنفاق تحت الأرض في غزة، مما يثير تساؤلات حول مدى اتصالاته مع العالم الخارجي.

قدمت الولايات المتحدة دعماً عسكرياً كبيراً لإسرائيل طوال فترة الحرب، وواجهت دعوات دولية لوقف إطلاق النار. في وقت سابق من العام، أوقف الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤقتاً شحنة من القنابل للضغط على إسرائيل لعدم غزو مدينة رفح، لكن إسرائيل واصلت الهجوم. وقد تؤثر اعتبارات الانتخابات الأمريكية على الضغط الأمريكي، حيث لم يظهر بايدن أو نائبة الرئيس كامالا هاريس ميلاً كبيراً لتغيير السياسة تجاه إسرائيل. بينما حث ترامب إسرائيل على إنهاء الهجوم، مما قد يكون أكثر إرضاء لنتنياهو كما كان خلال فترة رئاسته.

بالتوازي، يبدو أن السنوار كان يأمل في أن يؤدي الاغتيال الاستهدافي لهنية وفؤاد شكر إلى توسيع نطاق الحرب، لكن هذا يبدو أقل احتمالاً مع تهدئة الوضع من قبل إسرائيل وحزب الله بعد تبادل كثيف لإطلاق النار. واستمرت محادثات وقف إطلاق النار رغم تقلباتها، دون تسليم المقترح النهائي إلى السنوار حتى الآن.


موضوعات متعلقة