اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

خطاب حميدتي.. صوت الندم والارتباك في معركة البقاء بالسودان

ائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي
ائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي

فجر خطاب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" بشأن الأوضاع السياسية والعسكرية في السودان جدلاً واسعًا، وأثار غضبًا مصريًا بعد أن اتهم مصر بالمشاركة في قصف قواته ودعم الجيش السوداني بالمقاتلات. يأتي هذا في وقت يتصاعد فيه التوتر في المشهد السوداني، ويعتبر الكثيرون أن الخطاب يعكس إحباط حميدتي من التراجع العسكري والمواقف الخارجية التي تدين أفعاله.

اتهامات حميدتي لمصر


حميدتي اتهم مصر بشكل مباشر بالمشاركة في الضربات الجوية على قواته في منطقة جبل موية بولاية سنار، معتبرًا أن هذا الهجوم يندرج ضمن خطة منسقة لاستهداف قواته. كما أشار إلى أن الاتفاق الإطاري الذي وقعه المكون العسكري مع تحالف قوى الحرية والتغيير كان السبب وراء اندلاع الحرب المستمرة في البلاد.

رد الفعل المصري


من جهة أخرى، نفت وزارة الخارجية المصرية هذه الاتهامات، حيث أكدت أن الجيش المصري لا يشارك في المعارك الدائرة بالسودان، ودعت المجتمع الدولي إلى التحقق من صحة ما ذكره حميدتي.

اعترافات حميدتي


يبدو أن خطاب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" قد حوى مجموعة من الاعترافات المهمة التي تعكس واقع الأوضاع العسكرية والسياسية في السودان. ورغم وجود تناقضات واضحة في خطابه، إلا أن الفكرة الرئيسية كانت تعبر عن شعور الهزيمة وفقدان الدعم من الجهات التي دفعتهم إلى خوض الحرب.

الاتفاق الإطاري: السبب الرئيسي للحرب


أحد الاعترافات البارزة كان إقراره بأن الاتفاق الإطاري كان سببًا رئيسيًا في اندلاع الحرب، وهو ما يتعارض مع الرواية السابقة لحاضنته السياسية التي كانت تدعي أن رفض الاتفاق سيؤدي إلى اندلاع الحرب. بهذا الشكل، يبدو أن حميدتي قد فضح الحاضنة السياسية التي كانت تروج لفكرة أن قبول الاتفاق هو السبيل الوحيد لتجنب الحرب.

الهزيمة العسكرية وتأثير الدعم الخارجي


أيضًا، اعترف حميدتي بهزيمته العسكرية في منطقة جبل موية، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني انتصر بفعل الدعم الخارجي، وبشكل خاص من الطيران المصري، وهو ما نفته وزارة الخارجية المصرية. هذا يعكس فقدان المليشيا لدعم إقليمي مهم، مما يثير التساؤلات حول مستقبل علاقتها بمصر.

تحولات في دعم القوات


كذلك، جاء اعترافه بقتال عناصر من مجموعة فاغنر الروسية إلى جانب قواته، لكن تغير الموقف الروسي لدعم الجيش السوداني يمثل تحولًا كبيرًا في المعادلة. اعتراف حميدتي بأن الجيش السوداني متفوق في التسليح والتنظيم أيضًا يدل على حجم الخسائر التي تكبدتها قواته.

غياب الحكومة المدنية


من ناحية أخرى، كان هناك اعتراف بعدم نيته تشكيل حكومة مدنية، وهو ما يتعارض مع الخطاب الذي كانت تروج له حاضنته السياسية. كما ألقى باللوم على الأطراف الإقليمية والدولية التي كانت قد دعمت الاتفاق الإطاري قبل الحرب، مما يدل على تخليها عن مليشيا الدعم السريع.

نبرة الندم وتوزيع اللوم


يمكن القول إن خطاب حميدتي اتسم بنبرة الندم والحسرة، حيث كان يتوزع اللوم على جهات متعددة، دون أن يذكر الحاضنة الإقليمية الرئيسية التي دعمت قواته، مما يثير تساؤلات حول دورها في تأجيج الصراع. هذا الصمت يُعتبر اعترافًا مبطنًا بتورط هذه الجهة في الأحداث الجارية، مما يعزز الاتهامات التي وجهتها الحكومة السودانية بشأن دورها في الحرب.

موضوعات متعلقة