وزير الأوقاف المصري: تصاعد كبير في فكرة الإلحاد في العالم ابتداءً من عام ٢٠٠٥م
شارك الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في افتتاح مؤتمر دار الإفتاء الدولي الرابع والثلاثين بالاشتراك مع الجمعية الفلسفية المصرية، تحت عنوان: "الفلسفة الإسلامية حاضرها ومستقبلها في العالم"، برئاسة الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والدكتور مصطفى النشار، رئيس الجمعية الفلسفية المصرية.
وبحضور الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر؛ والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر؛ و الدكتور عبد الراضى رضوان، عميد كلية دار العلوم الأسبق؛ و الدكتور أحمد ماضي، عميد كلية الآداب الأسبق بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة؛ والشيخ عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية؛ والسيد السيد محمود الشريف، نقيب السادة الأشراف؛ و الدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف؛ والأنبا إرميا، الأسقف العام - رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي - الأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية.
تصاعد كبير في فكرة الإلحاد
أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف أن هناك تصاعدًا كبيرًا في فكرة الإلحاد في العالم ابتداءً من عام ٢٠٠٥م فصاعدًا، ثم انطلقت هذه الموجة إلى عالمنا العربي والإسلامي ابتداءً من عام ٢٠١١م فصاعدًا، مضيفًا أننا وجدنا نماذج من الرموز العربية في الثلاثينيات والأربعينيات سلكت مسلك الإلحاد؛ مثل الأستاذ عبد الله القصيم النجدي، والأستاذ جميل صدقي الزهاوي، والأستاذ إسماعيل مظهر، والأستاذ إسماعيل أدهم، وعدد من الأساتذة الذين قدموا أطروحات، وما زالت كتبهم موجودة ومتاحة إلى الآن، ثم خبت هذه الموجة.
وأضاف أنه ظهرت موجة أخرى في السبعينيات، وكتب فيها الأستاذ مصطفى محمود كتابه (رحلتي من الشك إلى الإيمان، وحوار مع صديقي الملحد)، ثم خبت هذه الموجة –أيضا- حتى ظهرت الموجة المعاصرة للإلحاد، ووجدنا أنفسنا أمام حالة غليان فكري يشيع قضية الإلحاد بين قطاعات مختلفة من الشباب، واجتهدنا في حصر ما يمكن أن يزعج العقل فيما يتعلق بالإيمان.
سبعين إشكالية وزعت على ثلاثة أنماط من العلوم
وأكد وزير الأوقاف رصد ما يقرب من سبعين إشكالية وزعت على ثلاثة أنماط من العلوم، علم الكونيات، وعلم الفيزياء، وعلم الفلسفة، مشيرًا إلى أن أشهر من نَظِّر للإلحاد "ستيفن هوكنج"، و"كارل ساغان"، وغيرهما من الأساتذة، مضيفًا أنه ظهر كتاب (وهم الإله) لهوكنج، الذي تصدى لمناقشته من البعد الفلسفي الفيلسوف المسيحي "وليام لين كرايغ"، وألَّف كتابًا اسماه (حجة الكلام الكونية)؛ تأثرًا منه بعلم الكلام عند المسلمين واشتباكًا مع أطروحة الإلحاد.
الإلحاد يدور في أربع مدارس
وأوضح وزير الأوقاف أن الإلحاد يدور في أربع مدارس، هي: الملحد المطلق، وهو الذي ينفي الألوهية بكمالها، والملحد الربوبي، وهو الذي يعترف بالألوهية وينفي الشريعة والوحي، والملحد اللاأدري، والملحد المنفجر نفسيًا، مضيفًا أن هناك فلاسفة يؤمنون بوجود الإله، ونقلوا الإيمان من منطق الدليل العقلي إلى منطق الدليل الأخلاقي قائلين بأن الله لا يستدل عليه بالعقل.
وأكد الأزهري ضرورة وجود نقاش فلسفي عميق بأطروحات في منتهى العمق كالتي ألفها ابن رشد، والغزالي، وعلاء الدين الواسطي، وغيرهم، موضحا أن الفلسفة الإسلامية في الحاضر والمستقبل أحوج ما تكون إلى بعث لأجيال من عباقرة الفلاسفة والمتكلمين؛ ليكون لنا موضع قدم في العالم الذي يموج بفلسفات معقدة وصراعات عقلية حادة ترجع في غالبها إلى الإلحاد
وأشار إلى أنه أجرى نقاشًا مع قداسة البابا في التعامل مع قضية الإلحاد، مؤكدا أنه لابد فيها من العودة إلى العلوم العقلية التي أصبحت مهجورة عند كثيرين بسبب تحريم الطرح الفلسفي وتحريم الاشتغال بها.