غدا.. الجامع الأزهر يعقد لقاء التفسير «أمة النمل بين الإعجاز البلاغي والعلمي»
يواصل ملتقى التفسير بالجامع الأزهر غدًا لقاء التفسير الرابع بعنوان "أمة النمل بين الإعجاز البلاغي والعلمي"، وذلك بحضور كل من: الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، ويدير الحوار، الشيخ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر.
جاء برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر.
فرصة مهمة للتفكر في آيات القرآن الكريم
وقال الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، إن هذا الملتقى يعد فرصة مهمة للتفكر في آيات القرآن الكريم وتدبر معانيه، وفتح مجالات جديدة للبحث في الإعجاز.
وأضاف أن الملتقى سيساهم في تعزيز الوعي الديني والثقافي لدى المشاركين والدعوة إلى التفكير العميق في النصوص الدينية.
أهمية الإعجاز القرآني في تشكيل هوية الأمة الإسلامية
من جهته، أعرب الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، عن سعادته بانطلاق هذا الملتقى، مؤكدًا على أهمية الإعجاز القرآني في تشكيل هوية الأمة الإسلامية.
وقال مدير الجامع الأزهر: "إن الرواق الأزهري يسعى دائمًا إلى تقديم المعرفة التي تساهم في بناء مجتمع واعٍ ومتعلم، وملتقى التفسير هو خطوة جديدة نحو تحقيق هذا الهدف"، لافتًا إلى أن الملتقى سيعقد بصفة دورية كل أحد، حيث يستضيف نخبة من العلماء والأساتذة المتخصصين، كما سيتم تخصيص وقت للأسئلة والنقاشات المفتوحة بين المشاركين، مما يتيح لهم فرصة التفاعل وتبادل الأفكار.
الجامع الأزهر: حديث النملة في قصة سيدنا سليمان يُبرز مدى الوعي والإحساس بالمسؤولية
وكان عقد الجامع الأزهر لقاء التفسير الأسبوعي بعنوان" أمة النمل بين الإعجاز البلاغي والإعجاز العلمي بالقرآن الكريم"، واستضاف الدكتور مصطفى إبراهيم حسن، عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية وأستاذ الحشرات بكلية العلوم جامعة الأزهر، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، وأدار الحوار، الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر.
وأوضح الدكتور مصطفى إبراهيم حسن، عضو لجنة الإعجاز العلمي بالبحوث الإسلامية، أنه من خلال تدبر آيات القرآن الكريم نجد أنه قد سبق العلم بالكثير من الحقائق العلمية، وأن المتمعن في سورة النمل سيجد أنها تحدثت عن ثلاث ممالك مملكة سليمان، ومملكة سبأ و مملكة النمل، التي أبهرت العالم من حيث النظام والترتيب الشديد، فأفراد هذا المجتمع يقومون بالعمل وكل واحد منهم له دور يقوم به كالبشر تماماً، وقد تبلغ مساحة مجتمع أو وادي النمل حوالي ٦٠٠٠ كم كما في أوروبا.
كما أشار أستاذ الحشرات بكلية العلوم، أن المتحدث في الآية الكريمة {حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }كانت نملة أنثى وكأنها من فرقة الاستطلاع، وفي تدبر الآية الكريمة نجد أن النملة قد أخذت بزمام المبادرة وقامت بتحذير بني جنسها بالخطر الوشيك، كما أنها آثرت المصلحة العامة على المصلحة الخاصة واقترحت الحلول لإنهاء أزمة الهجوم والاحتماء بمساكنهم، وتقديم حسن الظن بعد علم جيش سليمان بأماكن تواجد النمل، فمجتمع مملكة النمل به العديد من الطوائف التي لها وظائف محددة فمنهم الجنود المسؤلون عن الدفاع عن الوادي، ومنهم الشغالات المسؤلة عن نقل البيض الذي تضعه الملكة والذي قد يصل إلى أكثر من ١٠ ملايين بيضة في العام الواحد، كما أنها تقوم على تربية الصغار، ومنهم المهندسون المسؤلون عن البناء والتشييد إلى غير ذلك ممن يقومون بأعمال تكاملية داخل هذه المستعمرة العجيبة