اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

المجتمع الدولي يرفض خطة ترامب للسيطرة على غزة

غزة
غزة

لاقى مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تولي الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" مع إعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة، انتقادات واسعة في الشرق الأوسط وخارجه. حيث

خلال ترامب مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إعادة توطين الفلسطينيين في مناطق أخرى بدلاً من العودة إلى غزة، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون "أفضل بكثير" من العودة إلى منطقة شهدت "عقودًا من الموت".

وأثار هذا المقترح رفضًا من العديد من الدول، التي أكدت ضرورة التوصل إلى حل دائم قائم على حل الدولتين.

مصر تدعم حل الدولتين

أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية، مشيراً إلى أهمية تعزيز قدرة السلطة الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا لتتمكن من تولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي لقائه مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى في القاهرة، شدد عبد العاطي على تأكيد مصر لدعم الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف.

وأكد ضرورة السعي لتحقيق حل سياسي عادل ودائم للقضية الفلسطينية عبر حل الدولتين، مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لبيان وزارة الخارجية المصرية.

رفض صيني وروسي

رفضت وزارة الخارجية الصينية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة، مؤكدة معارضتها لهذا الإجراء. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، لين جيان، إن الصين تدعم حق الفلسطينيين في حكم غزة بعد الحرب وتعارض التهجير القسري.

من جانبه أخر، علق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على تصريحات ترامب، مشيرًا إلى أن "ثقافة الإلغاء" تشمل تجاهل القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن بشأن إقامة الدولة الفلسطينية. وأكدت روسيا أن حل الدولتين هو "الحل الوحيد الممكن" لتسوية النزاع في الشرق الأوسط.

الكرملين من جهته شدد على أن التسوية في المنطقة لا يمكن أن تتم إلا على أساس حل الدولتين.

بعد ساعات من تصريحات ترامب، أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز أن حكومته تواصل دعم حل الدولتين في الشرق الأوسط، الذي يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بسلام وأمن.

وفي تصريح للصحفيين في كانبرا، الأربعاء، قال ألبانيز: "دعمنا دائمًا وقف إطلاق النار، إطلاق سراح الرهائن، وتوفير المساعدات إلى غزة"، مشيرًا إلى أن هذا يتماشى مع سياسات حكومات أستراليا السابقة.

ورفض ألبانيز التعليق مباشرة على خطة ترامب، قائلاً: "لن أعلق على تصريحات رئيس الولايات المتحدة، وأوضحت موقفنا بوضوح".

تصريحات مرفوضة

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول خطة للسيطرة على قطاع غزة "غير مقبولة"، مشيراً إلى أن أي محاولات لإبعاد الفلسطينيين عن المعادلة ستؤدي إلى تصعيد الصراع.

وأضاف فيدان أن تركيا تعيد النظر في إجراءاتها ضد إسرائيل، مثل تعليق التجارة واستدعاء السفير، إذا توقفت أعمال القتل ضد الفلسطينيين وتحسنت أوضاعهم.

حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتفاوض

كما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية قد أدان الدعوات الأمريكية للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين، مؤكدين تمسكهم بحقوق الشعب الفلسطيني.

وقال أبو مازن إن هذه الدعوات تمثل انتهاكًا للقانون الدولي، وأن السلام لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 1967، استنادًا إلى حل الدولتين.

وشدد الرئيس على أن حقوق الفلسطينيين غير قابلة للتفاوض، وأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، معربا عن تقديره للمواقف العربية الثابتة ضد التهجير والضم، مشيدًا بمواقف مصر والأردن والسعودية الرافضة للمساس بالحقوق الفلسطينية.

وطالب أبو مازن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتحرك لحماية القرارات الدولية وحفظ حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال. وأكد التزام القيادة الفلسطينية بمبادرة السلام العربية لتحقيق دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

عواقب وخيمة

في سياق متصل أكد مصدر دبلوماسي غربي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعامل بعقلية التاجر أكثر من كونه رجل دولة، إذ يسعى لتحقيق مكاسب بأي ثمن دون النظر إلى العواقب.

وأشار إلى أن المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق الدول العربية في توحيد موقفها والوقوف بحزم ضد أي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين.

وأضاف أن العالم لا يحترم إلا الدول القوية والواضحة، وإذا لم تتخذ الدول العربية موقفاً صريحاً وتتحرك بشكل علني، فقد تتحول هذه الأفكار إلى قرارات واقعية على الأرض.

وأعرب الدبلوماسي عن قلقه من أن هذا التوسع قد لا يقتصر على الأراضي الفلسطينية فحسب، بل قد يشمل المعالم التاريخية والمقدسات الدينية الكبرى في المنطقة.