لا تراجع ولا استسلام.. مصر تؤكد تمسكها بحقوق الفلسطينيين وتعلن جاهزيتها للتعامل مع أي ضغوط دولية

كشفت مصادر مطلعة أن مصر اتخذت قرارًا نهائيًا في ملف غزة، مؤكدة رفضها التراجع عن هذا الموقف.
وأوضحت المصادر أن القاهرة لم تتلقَّ أي إشعار حتى الآن حول تأثير محتمل على المساعدات الأمريكية، مشيرة إلى أن القيادة السياسية قد وضعت خطط طوارئ للتعامل مع أي ضغوط أمريكية تتعلق بملف التهجير، واتخذت تدابير احترازية لمواجهة أي احتمال بتوقف المساعدات الأمريكية.
وفي سياق متصل، دعت وزارة الخارجية في بيان لها مساء أمس الاثنين المجتمع الدولي، بما في ذلك الأطراف الدولية والإقليمية، إلى التوحد خلف رؤية سياسية لحل القضية الفلسطينية.
وأكدت أن هذه الرؤية يجب أن تستند إلى إنهاء الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني، واستعادة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف.
تمسكت مصر في هذا السياق بموقفها الرافض لأي مساس بحقوق الفلسطينيين، بما في ذلك حق تقرير المصير، والعيش على أرضهم بشكل مستقل، فضلاً عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين أُجبروا على مغادرة وطنهم. وأشارت إلى أن ذلك يتماشى مع القيم الإنسانية والمبادئ القانونية الدولية، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية جنيف الرابعة.
وأكدت مصر أن تجاهل الشرعية الدولية في التعامل مع الأزمات الإقليمية يشكل تهديدًا لأسس السلام، التي تم بذل جهود كبيرة للحفاظ عليها على مدار عقود. وشددت على عزمها الاستمرار في التعاون مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل تحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة، ودعم إقامة دولة فلسطين المستقلة على أراضيها وفقًا للقانون الدولي، على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد قال إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن واشنطن ستقوم بتفكيك القنابل غير المنفجرة التي خلفها الجيش الإسرائيلي وإزالة المباني المدمرة.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستعمل على إعادة إعمار غزة، وتوفير وظائف ومساكن للسكان، وخلق تنمية اقتصادية.
وتوقع ترامب أن يصبح قطاع غزة بعد إعادة الإعمار وجهة مميزة في الشرق الأوسط، مشبهًا إياها بـ"ريفييرا الشرق الأوسط"، مؤكداً أن سكانه سيعيشون في ظروف أفضل بعد التدمير الذي تعرضوا له.
وأشار إلى أن الفلسطينيين قد يكونون جزءاً من سكان غزة بعد إعادة الإعمار.
ورغم رفض مصر والأردن استقبال الفلسطينيين من غزة، أعرب عن ثقته في أن قيادتي الأردن ومصر ستقدمان الأرض اللازمة لتحقيق ذلك. وأضاف أن سيطرة الولايات المتحدة على غزة ستجلب استقراراً للمنطقة، وأنه درس الفكرة بتأنٍ وقد لاقت إعجاباً من القيادات العليا.