بالفيديو.. خالد الجندي: لا توجد عبادات بدون مقدمات
![خالد الجندي](https://media.unitedmuslimworld.com/img/25/01/22/31725.webp)
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أنه لا توجد عبادات بدون مقدمات، مؤكداً أن هذه المقدمات تعتبر جزءاً أساسياً من تأدية العبادة بشكل صحيح.
وقال عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، إن شعبان شهر مميز ومهم في حياة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن كل عبادة تتطلب تحضيراً، حتى قراءة القرآن الكريم، التي تبدأ بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
وأضاف الشيخ خالد الجندي أن هذه المقدمات تشبه إلى حد كبير طريقة تقديم الهدايا، حيث يجب الاهتمام بتغليف الهدية بشكل يعكس احترامك لقيمتها، ضاربا مثلاً لو اشتريت ساعة ثمينة ووضعتها في كيس بلاستيكي وقدمته لشخص، فإن ذلك يعكس إهانة للهدية رغم قيمتها العالية.
وتابع: "حتى في البيوت الناجحة، نجد أن الأسرة التي تقوم على أسس صحيحة يكون فيها مقدمات من الاحترام والتقدير، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: 'وقدموا لأنفسكم'، ليؤكد أن كل شيء في الحياة يتطلب تحضيراً يناسبه لكي تكتمل قيمته".
وأكد أن العبادة أيضاً تتطلب الاستعداد الصحيح، مشيراً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد علمنا كيف نتهيأ للصلاة وجعلها تبدأ بالمشي بهدوء، وذكر بحديث غسل يوم الجمعة، واغتسال المسلم قبل الذهاب إلى المسجد مع استخدام الطيب، وكذلك تجنب تخطي رقاب الناس أثناء الصلاة، وهي كلها مقدمات مهمة.
وفي وقت سابق أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن تعبير «وربطنا على قلوبهم» في القرآن الكريم يحمل دلالة عميقة على التثبيت الإلهي في لحظات الشدة والاضطراب، مستشهدًا بقصة أصحاب الكهف وقصة أم موسى عليه السلام.
وأوضح الشيخ خالد الجندي، خلال حلقة خاصة بعنوان «حوار الأجيال»، ببرنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة «dmc»، أن القرآن استخدم هذا التعبير في مواضع دقيقة، قائلًا: «في قصة أصحاب الكهف، جاء التعبير بعد أن اتخذوا خطوة جريئة في إعلان إيمانهم، فقال الله: 'وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض'، وهذا يدل على أن التأييد الإلهي يأتي بعد المبادرة بالإيمان».
وأشار إلى أن الربط على القلب ليس مجرد شعور بالطمأنينة، بل هو دعم إلهي يمنح الإنسان القدرة على التحمل والتسليم لأمر الله في أصعب اللحظات، مضيفًا: «الربط أيضاً ورد في قصة أم موسى عندما أوشكت على البوح بسر ابنها، فقال الله: 'لولا أن ربطنا على قلبها'، وهذا يؤكد أن الإنسان قد يكون صابرًا، لكنه يحتاج إلى تثبيت إلهي لحظة الضعف».
وأوضح أن القرآن يختار ألفاظه بدقة، حيث أن «القلب» متقلب بطبيعته، لذا فإن الربط عليه يعني تثبيته ومنعه من الاهتزاز مع رياح الفتن والشدائد، مشيرًا إلى أن الطمأنينة تأتي بعد الإيمان، كما جاء في قوله تعالى: «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمن القلوب».
وشدد على أن الربط على القلوب هو أعظم درجات التأييد الإلهي، حيث يمنح الإنسان الثبات في أوقات المحن ويطمئنه على إيمانه، ليواصل طريقه بقلب راسخ لا تهزه الصعاب.