اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

الرئيس السوري: لن نسمح بتحويل بلادنا إلى حقل تجارب

أحمد الشرع
أحمد الشرع

شدد الرئيس السوري أحمد الشرع على ضرورة أن تتجنب سوريا أن تصبح "حقل تجارب" لتحقيق أحلام سياسية غير ملائمة. وأكد على وحدة البلاد وسلامة أراضيها، مشيراً إلى أن سوريا "لا تقبل القسمة".
كما أصر خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني في دمشق، على أن السلطة الحصرية للسلاح يجب أن تبقى بيد الدولة، متحدثاً عن أهمية عدم استيراد أنظمة سياسية لا تتناسب مع الوضع السوري.
وأشار الشرع إلى التحديات الكبيرة التي تواجه السلطات الجديدة، مشدداً على ضرورة اتخاذ "قرارات مؤلمة وصادمة" من أجل إدارة المرحلة الانتقالية بنجاح، ودعا الشعب السوري إلى التحلي بالصبر في هذه المرحلة الحرجة.
جاءت تصريحات الشرع خلال افتتاح أعمال مؤتمر الحوار الوطني، الذي يعد جزءاً من مساعي السلطات الجديدة للتعامل مع المرحلة الانتقالية بعد إطاحة بشار الأسد. وقد دعت القيادة الجديدة منذ وصولها إلى دمشق إلى عقد هذا المؤتمر، الذي يعد جزءاً من محاولاتها لإعادة بناء البلاد وتهيئة الظروف لتشكيل حكومة جديدة تمثل جميع أطياف الشعب السوري.
ويأتي هذا المؤتمر بعد تشكيل لجنة تحضيرية في وقت سابق من الشهر الحالي، والتي عقدت لقاءات مع الآلاف من المواطنين في مختلف المحافظات. وتضمنت ورش العمل خلال المؤتمر نقاشات حول قضايا محورية مثل العدالة الانتقالية، الإصلاحات الدستورية، بناء المؤسسات الاقتصادية، الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتعزيز الحريات العامة والشخصية. كما تم التوافق على أن هذه القضايا ستكون أساساً للتوصيات التي يتم البناء عليها في الإعلان الدستوري وخطة إصلاح المؤسسات.
وانتقد مجلس سوريا الديمقراطية، الذي يمثل الإدارة الذاتية الكردية، اللجنة التحضيرية للمؤتمر، مشيراً إلى أن تشكيلها جاء من "طيف سياسي واحد"، مما يضر بمبدأ تمثيل جميع مكونات الشعب السوري. في الوقت نفسه، كانت هناك اعتذارات من بعض المدعوين المقيمين خارج سوريا بسبب ضيق الوقت بين الدعوة وموعد المؤتمر.
من ناحية أخرى، عبرت عدة وفود دبلوماسية عربية وغربية عن دعمها للسلطات الجديدة في سوريا، وحثتها على إشراك كافة المكونات السورية في عملية إدارة المرحلة الانتقالية.
في هذا السياق، أكد وزير الخارجية أسعد الشيباني، على أن الحكومة الانتقالية التي تشكل في الشهر المقبل تكون ممثلة بأكبر قدر ممكن من الشعب السوري، مع مراعاة تنوعه الاجتماعي والسياسي.
بينما قال المجلس الوطني الكردي في سوريا إن عقد الحوار الوطني من دون مشاركة المكونات السياسية والقومية يعد انتهاكاً لمبدأ وحق الشراكة الوطنية للشعب الكردي، مشيراً إلى أن توجيه الدعوات بشكل انتقائي يثير تساؤلات جوهرية حول جدوى المؤتمر.
ونقلت القناة الإخبارية الرسمية عن المتحدث باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر حسن الدغيم، قوله: «لم تتم دعوة قوات (قسد) الانفصالية؛ لأن الحوار مجتمعي وليس مع تنظيمات عسكرية».

وقال ثلاثة دبلوماسيين إن المؤتمر سيحظى بمتابعة عن كثب من العواصم العربية والغربية التي ربطت العلاقات الكاملة مع القادة الجدد في سوريا بمدى اشتمال العملية السياسية لجميع الأطياف.