رومانيا على أعتاب تحول سياسي.. صعود اليمين المتطرف يهدد استقرار البلاد في الانتخابات الرئاسية
يستعد الرومانيون للتوجه إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي قد تشهد تحولًا سياسيًا كبيرًا في البلاد، مع صعود متوقع لليمين المتطرف بقيادة جورج سيميون، زعيم حزب "التحالف من أجل وحدة الرومانيين" (AUR).
سيميون ونجاحه في لفت الأنظار
وفقًا لاستطلاعات الرأي، يبدو أن سيميون (38 عامًا) في موقع جيد للوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات. استفاد سيميون من حالة الاستياء الشعبي المتزايد، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والتضخم القياسي الذي يعاني منه الشعب الروماني. وقد نجح في جذب الأنظار من خلال خطاب قومي مناهض للمؤسسات الغربية وأحيانًا مؤامراتي، بالإضافة إلى رفضه تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، مما وضعه في قلب النقاش السياسي المحلي.
الأزمة الاقتصادية وصعود اليمين المتطرف
يشهد الوضع الاجتماعي في رومانيا توترًا، حيث وصل معدل التضخم إلى 10% العام الماضي، ومن المتوقع أن ينخفض إلى 5.5% في عام 2024. في ظل هذه الأزمات الاقتصادية، تتلقى رسالة سيميون صدى لدى فئة من الشعب الروماني، خصوصًا أولئك الذين يشعرون بالتهميش من النظام. ووفقًا لاستطلاعات الرأي، يحظى سيميون بنسبة تتراوح بين 15% و19% من نوايا التصويت، مما يجعله منافسًا قويًا في الجولة الثانية التي ستُجرى في 8 ديسمبر/كانون الأول.
المرشحون الآخرون: مارسل تشولاكو وإلينيا لاسكوني
من جانبه، يسعى مارسل تشولاكو، رئيس الوزراء الاشتراكي الديمقراطي، الذي يتصدر استطلاعات الرأي بـ 25%، إلى مواجهة هذا الصعود لليمين المتطرف عبر الترويج لرسالة الاستقرار والأمان، مشيرًا إلى ضرورة الاستمرارية في ظل الأزمات الاقتصادية الحالية. ورغم ماضيه السياسي الذي شهد بعض الفضائح المتعلقة بالفساد، فإن تشولاكو يحاول طمأنة الناخبين من خلال خطاب يركز على الاستقرار.
في المركز الثالث، تأتي إلينيا لاسكوني، الصحفية السابقة وعمدة إحدى المدن الصغيرة، التي تحمل رسالة سياسية وسطية. رغم أن شهرتها أقل مقارنة ببقية المرشحين، فإن شخصيتها كمرشحة خارج النظام السياسي التقليدي قد تمكنها من تحقيق مفاجأة.
أهمية الانتخابات في السياق الجيوسياسي
تكتسب هذه الانتخابات أهمية إضافية بالنظر إلى موقع رومانيا الإستراتيجي في أوروبا الشرقية، حيث تقع على حدود أوكرانيا وبحر الأسود، مما يجعلها لاعبًا رئيسًا في حلف الناتو وفي إدارة تدفقات الحبوب الأوكرانية. هذه الظروف الجيوسياسية، إلى جانب الأزمة الداخلية، تزيد من التحديات التي تواجه الانتخابات التي قد تشكل نقطة تحول في مستقبل البلاد السياسي.
التوقعات النهائية
إذا تحقق سيناريو صعود سيميون إلى الجولة الثانية، قد يشكل ذلك صدمة لرومانيا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، التي كانت تُعتبر تقليديًا دولة مستقرة ومؤيدة للاتحاد الأوروبي.