طائرات مسيرة تضرب مروي.. تصعيد جديد في حرب السودان بعد استهداف مطار شمال البلاد
استهدفت قوات "الدعم السريع" فجر يوم الجمعة، مطار مروي في شمال السودان، وذلك عبر إطلاق سرب من الطائرات المسيرة الانتحارية، في هجوم هو الثالث من نوعه يستهدف المنشآت العسكرية في السودان. ووفقاً لمصادر عسكرية، فقد تم تنفيذ الهجوم بواسطة 16 طائرة مسيرة، فيما تمكنت المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني من إسقاط الطائرات المسيرة بالكامل دون أن تُسجل أي خسائر في الأرواح أو المعدات.
وفي تفاصيل الهجوم، أفاد شهود عيان بتصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة بعد الانفجارات العنيفة التي وقعت إثر الهجوم. كما أصدرت قيادة الفرقة 19 مشاة بمدينة مروي بيانًا قالت فيه إن "قوات العدو (الدعم السريع) استهدفت مطار مروي بعدد من المسيرات الانتحارية"، مشيرة إلى أن المضادات الأرضية وأنظمة التشويش الإلكتروني نجحت في إسقاط جميع الطائرات المعادية.
البيان طمأن المواطنين في ولاية مروي والمنطقة الشمالية، مؤكداً أن القوات المسلحة السودانية في حالة استعداد تام للتعامل مع أي طارئ أو تهديد في الأجواء. ولم تصدر أي تعليقات فورية من قبل قوات "الدعم السريع" بشأن الهجوم.
ويعد هذا الهجوم الثالث على مطار مروي، حيث سبق أن استهدفته قوات "الدعم السريع" في أبريل/نيسان الماضي بثلاث طائرات مسيرة انتحارية، ولكن دون أن يُسجل أي ضرر في الأرواح أو المعدات. كما سبق أن أعلنت الفرقة 19 مشاة في وقت سابق عن رصد طائرات مسيرة صغيرة تحلق على ارتفاعات عالية في المنطقة.
وفي الأسبوع الماضي، استهدفت قوات "الدعم السريع" قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمالي أم درمان بمسيرات انتحارية، أسفرت عن تدمير عدة طائرات حربية. كما هاجمت أيضاً مطار عطبرة في ولاية نهر النيل قبل نحو عشرة أيام.
وتعد مدينة مروي، التي تقع في الجزء الشمالي من السودان، أحد المواقع البارزة في البلاد، حيث تتمركز فيها العديد من المشاريع الاستراتيجية، بما في ذلك خزان مروي الضخم الذي تم تشييده في الألفية الجديدة. المدينة تشتهر بكونها حاضرة لأهل السودان القدماء في المنطقة الشمالية، وتعد مركزًا ثقافيًا يربط بين السودان وجنوب منطقة النوبة.
يأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه البلاد تصاعدًا في التوترات العسكرية منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف أبريل 2023. ويقدر عدد القتلى في النزاع بحوالي 20 ألف شخص، فيما بلغ عدد النازحين واللاجئين أكثر من 14 مليون شخص، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.