اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة

السودان 2024.. حرب السيطرة والتحولات الاستراتيجية في قلب الصراع

السودان
السودان

في عام 2024، شهد السودان تحولات استراتيجية ملحوظة في موازين القوى بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع تغييرات كبيرة في مناطق النفوذ والسيطرة بين الطرفين.

بعد مرور أكثر من 18 شهرًا على اندلاع الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، يسعى كل طرف للهيمنة على أراضٍ جديدة وبسط نفوذه ميدانيًا، مما أسفر عن توسع رقعة القتال وزيادة في أعداد القتلى والجرحى، فضلاً عن ارتفاع أعداد النازحين والجياع.

تطورات السيطرة الميدانية

في 5 أكتوبر 2024، أعلن الجيش السوداني استعادة سلسلة "جبال مويا" في ولاية سنار، بعد أن كانت قوات "الدعم السريع" قد سيطرت عليها في أواخر يونيو/حزيران من العام نفسه، مما قطع طرق الإمداد عن ولايات النيل الأبيض والجزيرة وكردفان ودارفور. كما شهدت الفترة الأخيرة إعلان الجيش السوداني استعادة السيطرة على مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، في 23 نوفمبر ، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.

وفي 29 يونيو ، نجحت قوات "الدعم السريع" في التوغل داخل مدينة سنار، متقدمة نحو عمقها بمسافة تجاوزت الـ 60 كيلومترًا، مما سمح لها بالسيطرة على مدينة سنجة. ولكن بعد أشهر من الصراع، تراجعت قوات "الدعم السريع" في بعض المناطق، خاصة في ولاية سنار، لتعيد تموضعها في مناطق أخرى مثل ولاية النيل الأزرق.

خريطة السيطرة والتحركات العسكرية

منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، سيطر الجيش السوداني على العديد من الثكنات والمواقع الاستراتيجية في العاصمة الخرطوم وضواحيها، بما في ذلك "القيادة العامة" ومقرات عسكرية رئيسية في مناطق مختلفة. في المقابل، تسيطر قوات "الدعم السريع" على العديد من المواقع الهامة في العاصمة، مثل "القصر الرئاسي" ومطار الخرطوم، بالإضافة إلى منشآت أخرى استراتيجية في الخرطوم ومدن أخرى.

التوسع والانتشار

وفي الفترة الأخيرة، توغلت قوات "الدعم السريع" نحو ولاية النيل الأزرق، حيث سيطرت على عدة مناطق مثل "قلي" و"بوط"، بهدف توسيع نفوذها وفتح خطوط إمداد جديدة مع دولة جنوب السودان. وعلى الجانب الآخر، حقق الجيش السوداني تقدمًا في مناطق متفرقة من الخرطوم، حيث سيطر على بعض الأحياء الاستراتيجية مثل "المقرن" و"الكلاكلة".

الوضع الإنساني والنداءات الدولية

تستمر المعاناة الإنسانية في السودان في التصاعد مع تطور الأحداث الميدانية. فقد تسببت الحرب في نزوح أكثر من 14 مليون شخص، في واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وفقًا للأمم المتحدة. كما ارتفعت معدلات الجوع بشكل خطير، مما يهدد بمجاعة واسعة النطاق. وتطالب المنظمات الأممية والدولية بشكل مستمر بإنهاء الحرب لحماية المدنيين وتجنب كارثة إنسانية كبيرة.

مستقبل النزاع.. صراع مفتوح وآفاق ضبابية

على الرغم من بعض التقدم العسكري هنا وهناك، فإن الصراع في السودان لا يزال بعيدًا عن الحل، حيث يستمر القتال في مختلف المناطق مع احتدام الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقد تُسهم التطورات الميدانية الأخيرة في تحديد ملامح المرحلة المقبلة، ولكن السؤال الأهم يبقى: هل سينجح الطرفان في الوصول إلى تسوية سياسية أم أن الحرب ستستمر في إغراق السودان في مزيد من الفوضى والمعاناة الإنسانية؟

موضوعات متعلقة