اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة

هجوم ماغدبورغ.. بين التطرف والجنون... لغز الدوافع وراء الحادث المأساوي

هجوم ماغدبورغ
هجوم ماغدبورغ

في بداية الأمر، قد يتجه البعض لاستخلاص أوجه الشبه بين هجوم ماغدبورغ والهجمات السابقة التي نفذها متطرفون إسلامويون، مما يقودهم إلى استنتاجات سريعة. ولكن الأمر ليس بهذه السهولة، خصوصًا للمتخصصين في شؤون الإرهاب الذين يدرسون الهجمات السابقة، مثل هجوم برلين في 2016، الذي أسفر عن مقتل 12 شخصًا.

الشخصية الغامضة للمشتبه به

تثير ملاحظات عدة حول المشتبه به، الذي يحمل الجنسية السعودية، الكثير من الحيرة. الصحيفة الألمانية "بيلد" تساءلت عن هوية هذا الرجل: هل هو متطرف أم مختل عقليًا؟ وما الذي دفعه للقيام بهذا الهجوم الذي انتهى به إلى قتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 60 آخرين؟

المشتبه به: طالب أ.

وفقًا للصحيفة، فإن المشتبه به هو طالب أ.، سعودي الجنسية، من مواليد عام 1974، ويبلغ من العمر 50 عامًا. يعيش طالب في ألمانيا منذ عام 2006، حيث حصل على تصريح إقامة غير محدد المدة، ويعمل كطبيب في مستشفى متخصص في الطب النفسي والعلاج النفسي بمدينة بيرنبورغ، التي تبعد 46 كيلومترًا عن ماغدبورغ. بعد الهجوم في سوق عيد الميلاد مساء الجمعة، وضعت الشرطة شقته تحت الحراسة، وفي وقت لاحق داهمت القوات الخاصة الشقة وقامت بتفتيشها.

آراء وطموحات غير تقليدية

لم يكن طالب أ. معروفًا في الماضي كإسلاموي. بل على العكس، انتقد الإسلام في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" عام 2019، حيث قال: "أنا أكثر منتقدي الإسلام عدوانية في التاريخ". كما يظهر في ملفه الشخصي على موقع "إكس" أنه يعد نفسه ناقدًا للإسلام، حيث ينشر بانتظام نظريات فجة عن ألمانيا، معبرًا عن أفكار معارضة حول السياسة الاجتماعية والهجرة.

الاهتمام بحزب البديل وتأييده للمواقف المعادية للإسلام

شارك طالب أ. أيضًا محتوى يروج لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي يُعد من الأحزاب المتطرفة في البلاد والمناهضة للهجرة والإسلام. كما نشر صورة معدلة لأنجيلا ميركل، المستشارة السابقة لألمانيا، وهي تحمل لافتة كتب عليها "لقد دمرت أوروبا". هذه التصرفات تثير تساؤلات حول دوافع الهجوم، حيث يظهر أن طالب أ. كان يعارض سياسة التسامح الألماني مع المهاجرين والإسلاميين، رغم أنه كان قد عاش في ألمانيا لأكثر من عقدين.

ردود الأفعال والتداعيات

تحدث الخبير في شؤون الإرهاب، بيتر نيومان، عن دهشته من تصرفات طالب أ. الذي وصفه بـ"مسلم سابق يبلغ من العمر 50 عامًا يعيش في ألمانيا الشرقية، يحب حزب البديل من أجل ألمانيا ويريد معاقبة ألمانيا على تسامحها مع الإسلاميين". هذا الموقف يعكس حالة من التعارض بين هويته الشخصية والآراء التي يعبر عنها.

التحقيق في الهجوم

لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب الدقيقة وراء الهجوم. في الوقت ذاته، ارتفع عدد القتلى إلى أربعة، بينهم طفل، في حين أصيب أكثر من 60 شخصًا، بعضهم إصابات خطيرة. الهجوم وقع في سوق لعيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ، وهو موقع حساس يتجمع فيه الكثير من الزوار في هذه الفترة من العام. الشرطة ألقت القبض على طالب أ. وأكدت أن التحقيقات ما زالت مستمرة.

التأثير السياسي: تصاعد الجدل حول الهجرة

الهجوم وقع في وقت حساس، حيث يتصاعد الجدل حول الهجرة والأمن في ألمانيا قبيل الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في 23 فبراير. حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي يعارض الهجرة ويروج لمواقف معادية للإسلام، يقود الدعوات لوقف الهجرة. تزامن الهجوم مع هذا الجدل السياسي، وهو ما يعكس تأثيره في النقاشات الدائرة في البلاد.

موضوعات متعلقة