لبنان: ضغوط دولية لضمان التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار

أشار الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى أن الاتصالات لا تزال جارية على كافة الأصعدة بهدف الضغط على إسرائيل للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي، وذلك في إطار محاولة لضمان تنفيذ الاتفاق وانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في الموعد المحدد.
وأكد عون أن الأطراف المعنية، بما في ذلك رعاة الاتفاق، يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم ويساهمون في ضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاق.
وبحسب الهدنة التي تم إبرامها، كان من المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال فترة 60 يوماً، وهو ما كان من المفترض أن يحدث عقب حرب استمرت أكثر من عام مع "حزب الله".
ورغم تمديد الموعد النهائي لهذه الانسحابات إلى 18 فبراير الجاري، فإن تقارير صحفية قد أكدت أن هناك رغبة من الجانب الإسرائيلي في إبقاء قواته في بعض المواقع الاستراتيجية بجنوب لبنان.
وفي تطور ميداني جديد، أفادت "الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام" بتوغل قوات إسرائيلية في بلدة كفرشوبا، جنوب لبنان، على الرغم من وجود الجيش اللبناني في المنطقة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها في الشهر الماضي، مما يعكس تدهور الوضع الأمني ويثير تساؤلات حول التزام إسرائيل باتفاقات الهدنة.
وكان أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال من خلال منصة إكس اليوم الأربعاء إن القوات الإسرائيلية ستبقى في جنوب لبنان بعد "تمديد فترة تطبيق" اتفاق وقف إطلاق النار بالبلاد.
كما تعهد رئيس الحكومة اللبنانية الجديد، نواف سلام، الثلاثاء، بـ"بسط سلطة الدولة" على جميع أراضي لبنان، مع اقتراب انتهاء مهلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل. وقال سلام في لقاء مع الصحافيين إن الحكومة ستطبق وثيقة الوفاق الوطني التي تنص على بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي من النهر الكبير إلى الناقورة، مؤكداً أن لبنان سيواصل جهود الانسحاب قبل موعده المحدد. وأضاف أن الحكومة ملتزمة بتنفيذ القرار 1701 بالكامل، الذي أنهى حرب 2006 وفرض بنوداً منها نزع سلاح المجموعات المسلحة باستثناء القوى الشرعية.
وفي 27 نوفمبر 2024، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار قصفاً متبادلاً بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله بدأ في 8 أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر.
وتضمن الاتفاق مهلة محددة بـ60 يوماً، تنسحب خلالها إسرائيل من البلدات التي دخلتها في جنوب لبنان خلال الحرب، في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة انتشارهما. في المقابل، على حزب الله الانسحاب من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية له فيها.
وكان أمام إسرائيل حتى 26 يناير لتسحب قواتها من جنوب لبنان، لكنها أكدت أنها ستبقيها لفترة إضافية، معتبرة أن لبنان لم ينفذ الاتفاق "بشكل كامل". من جهته اتهم لبنان إسرائيل بـ"المماطلة" في تنفيذ الاتفاق.