حكم الأذان عبر مكبرات الصوت .. هل يسبب إزعاجا؟.. أمين الفتوى يجيب

أكد الدكتور محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الأذان من العبادات العظيمة التي لها ثواب كبير في الإسلام، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية وضعت ضوابط وشروطًا محددة لهذه العبادة، حتى يؤديها المؤذن بالصورة الصحيحة التي جاءت عن النبي محمد.
أوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريح، اليوم الاثنين، أن شروط الأذان تنقسم إلى قسمين: شروط صحة، والتي لا يصح الأذان بدونها، مثل أن يكون المؤذن عاقلًا، مسلمًا، ويؤذن بالترتيب الصحيح بعد دخول وقت الصلاة، أما شروط الكمال، فهي التي تجعل الأذان أكثر تأثيرًا وجمالًا، مثل أن يكون المؤذن صاحب صوت حسن، عادلًا، وملتزمًا بأخلاق الإسلام.
وأضاف أن الصوت الجميل في الأذان يساعد على تحفيز الناس للصلاة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ عندما اختار بلال بن رباح لرفع الأذان بسبب صوته الندي.
كما شدد على ضرورة مراعاة عدم التسبب في إزعاج الناس عند استخدام مكبرات الصوت، مؤكدًا أن الهدف الأساسي من رفع الصوت في الأذان هو إبلاغ الناس بالصلاة، وليس إحداث ضوضاء.
أشار أمين الفتوى إلى أن جمال الصوت في الأذان له أثر عميق في قلوب الناس، مستذكرًا كيف ارتبط أذان الشيخ محمد رفعت بشهر رمضان في وجدان المسلمين، مما يؤكد أهمية الأداء الحسن في التأثير الروحي للعبادات.
وفي سياق متصل كد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الناس في الصوم على ثلاث مراتب، مستعرضًا مفهوم الصوم في الإسلام من خلال شرح مراتب مختلفة تكمل بعضها.
وقال مفتي الديار المصرية السابق، خلال حلقة برنامج "فتاوى الصيام"، المذاع على قناة الناس: "المرتبة الأولى هي صوم العموم، وهو الامتناع عن الطعام والشراب والجماع، أي كف البطن والفرج عن قضاء الشهوات، والمرتبة الثانية هي صوم الخصوص، وهو الصوم الذي يشمل الامتناع عن الجوارح الستة وهي السمع، البصر، اللسان، اليد، الرجل، والفرج، أي أن المسلم يجب أن يصوم عن ارتكاب الآثام أيضًا، مثل الاستماع إلى الغيبة والنميمة، أو النظر إلى المحرمات، أو التحدث بالكذب والفحش".
وأوضح مفتي الديار المصرية السابق أن "كف اليد عن البطش أو كسب المال المحرم، وكف الرجل عن السعي إلى الحرام، وكف الفرج عن الأفعال المحرمة في نهار رمضان مثل الجماع، كلها من الأمور الأساسية التي يجب أن يلتزم بها المسلم في صومه".
أما المرتبة الثالثة، فقال إنها "صوم خصوص الخصوص"، وهي أعلى مراتب الصوم، حيث يكون "صوم القلب عن الهمم الدنيوية والخواطر الشهوانية، فلا يتعلق قلبه إلا بالله سبحانه وتعالى، مع ممارسة الأعمال العادية في الحياة ولكن بنية عبادة الله وتحقيق مراده في عمارة الكون".