باحث: تحرير الأسري جاء بالتفاوض والحرب الإسرائلية في غزة نالت خسارة فادحة

الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وخاصة في الصراعات المتجددة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، غالباً ما تترك آثارًا مدمرة على المدنيين في القطاع وتزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في المنطقة. لكن على الرغم من التصعيد العسكري، من الصعب القول إن هذه الحروب قد حققت أهدافًا استراتيجية واضحة لإسرائيل، بل في كثير من الأحيان تكون نتائجها عكسية.
عدم تحقيق نتائج استراتيجية
الحروب الإسرائيلية ضد غزة في السنوات الأخيرة لم تؤدِ إلى تغيير جذري في المعادلة الأمنية أو السياسية في المنطقة. بينما تحقق إسرائيل بعض الأهداف العسكرية المؤقتة، مثل ضرب البنية التحتية لحماس أو تدمير الأنفاق، فإن هذه الهجمات لا تنهي الجماعات المسلحة أو تُسهم في تحقيق سلام دائم. بل العكس، هذه الحروب تزيد من العنف وتؤدي إلى مزيد من التصعيد المستمر.
الآثار الإنسانية
أكبر الخسائر في مثل هذه الحروب تكون إنسانية. حيث يعاني المدنيون الفلسطينيون في غزة من ارتفاع أعداد القتلى والجرحى، بالإضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية، مما يزيد من معاناتهم الإنسانية في ظل الحصار المستمر.
التحرير عبر التفاوض
فيما يخص مسألة تحرير الأسرى، فإن التفاوض غالباً ما يكون هو السبيل الأكثر فاعلية لتحقيق هذا الهدف. تبين في عدة حالات أن التفاوض، حتى مع الفصائل المسلحة الفلسطينية، أدى إلى تحقيق صفقات لتبادل الأسرى، مثل صفقة "وفاء الأحرار" في 2011. هذه الصفقات تُظهر أن الحلول السلمية والدبلوماسية، رغم تعقيداتها، يمكن أن تحقق نتائج ملموسة أكثر من الحرب المفتوحة.
مغزى الدروس المستفادة
من خلال تجارب عديدة، يبدو أن الحروب العسكرية لا تساهم في حل القضايا الجوهرية مثل قضية الأسرى أو قضية السلام بشكل عام. بل تظهر الحاجة إلى التفاوض والحوار كأداة أساسية للتوصل إلى حلول عملية. وهو ما يبرز أهمية الوساطة الدولية والضغط من قبل القوى الكبرى لتحقيق تفاهمات تضمن وقف التصعيد وتفتح المجال لحل دائم.
بناءً على ذلك، تظل الحلول السلمية والتفاوضية عنصراً حاسماً في معالجة القضايا المستمرة بين إسرائيل والفلسطينيين، ويجب أن تكون جزءًا من أي استراتيجية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وفي هذا السياق قال محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، إن مشاهد تسليم المحتجزين الإسرائيليين تثبت أن الرهان الإسرائيلي على حسم الحرب في قطاع غزة لا سيما ملف تبادل المحتجزين بشكل عام عبر الضغط العسكري لم يجني أي نتائج للجانب الإسرائيلي، فقط استطاع جيش الاحتلال استرجاع 5 أو 6 أسرى من خلال العمليات العسكرية.
وأضاف عثمان، خلال مداخلة هاتفية على فضائية «إكسترا نيوز»، أنه تم استعادة أكثر من 150 أسير سواء أحياء أو موتى كان عبر التفاوض وعبر تبادل الأسرى، وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين منهم أشخاص أصحاب محكوميات عالية مقابل إطلاق سراح هؤلاء الأسرى الإسرائيليين العسكريين أو المدنيين.
وتابع: «حماس تريد من هذا المشهد أن تثبت أنه في حرب الإرادات بين الطرفين انتصر الجانب الفلسطيني، ومشهد تقبيل أحد الأسرى اليوم لأحد عناصر حماس فيه دلالات أن الأسرى يتم التنكيل بهم في الاحتجاز الفلسطيني، ولا يتم الإساءة إليهم خاصة بعد الإفراج عن جثث أسرة بيباس الإسرائيلية الذين قتلوا بقصف إسرائيلي».