اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

أزمة طعام.. تجميد المساعدات الأمريكية يهدد حياة الملايين في السودان

مجاعة
مجاعة


أدى تجميد المساعدات الإنسانية الأمريكية أدى إلى إغلاق نحو 80% من المطابخ الطارئة في السودان، التي كانت تقدم الطعام للأشخاص الذين أصبحوا بلا مأوى جراء الحرب الأهلية.
الشهر الماضي، علَّقت إدارة ترامب المساعدات الأمريكية لتحديد ما إذا كانت تخدم المصالح الأمريكية، وأوقفت وكالة التنمية الدولية (USAID) عن تقديم دعمها لمدة 90 يوماً.
نتيجة لهذا القرار، أُغلِق أكثر من 1100 مطبخ جماعي تديرها «غرف الاستجابة للطوارئ»، وهي شبكة من الناشطين المحليين. وأوضحت دعاء طارق، إحدى المسؤولات، أن العديد من المطابخ توقفت عن العمل في الخرطوم، مشيرة إلى أن هذا القرار قد يؤدي إلى وفاة العديد من الأشخاص جوعاً.
وأدت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح 12 مليون شخص، وزيادة حادة في معدلات الجوع، حيث يعاني نحو 25 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي.
يواجه الأطفال في السودان أوضاعًا مأساوية في ظل الصراع المسلح المستمر، حيث تتزايد معدلات العنف والاستغلال ضدهم بشكل ينذر بالخطر فقد أدت المواجهات العنيفة إلى مقتل وإصابة آلاف الأطفال، فضلًا عن تعرضهم للتشريد القسري والانفصال عن أسرهم.


كما يعاني العديد منهم من التجنيد القسري، إضافة إلى انتهاكات جسدية ونفسية متعددة، بما في ذلك الاعتداءات الجنسية والاستغلال.
حذرت منظمة "أنقذوا الأطفال" في تقرير لها من تصاعد العنف في السودان خلال الربع الأخير من العام الماضي 2024، ليصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ اندلاع النزاع قبل قرابة عامين.
كما أشارت المنظمة إلى استمرار الهجمات العنيفة التي تستهدف الأطفال والمدنيين مع دخول عام 2025، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية.

ووفقًا لتحليل أجرته المنظمة استنادًا إلى بيانات مشروع مواقع وأحداث النزاع المسلح (ACLED)، سجلت أكثر من 700 حادثة عنف استهدفت المدنيين بين أكتوبر وديسمبر 2024، متجاوزة أي فترة زمنية مماثلة منذ بدء الصراع. كما بلغ عدد الحوادث 288 في أكتوبر، و217 في نوفمبر، و199 في ديسمبر، وشملت غارات جوية، وهجمات بطائرات مسيّرة، وقصفًا مدفعيًا، واشتباكات مسلّحة، إضافة إلى عمليات اختطاف وقتل وعنف جنسي.
بينما في مؤشر خطير على تصاعد العنف، سجّل شهر يناير 2025 نحو 208 حوادث ضد المدنيين، بزيادة بلغت 78% مقارنة بيناير 2024.
ومن بين هذه الحوادث، مقتل طالب في المرحلة الثانوية في 5 يناير، ومقتل أب بالرصاص أمام أطفاله في 8 يناير الماضي 2025.
كما شهدت مدينة الفاشر هجمات مروّعة، أبرزها الهجوم على معسكر "أبو شوك"، الذي أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 11 آخرين، بالإضافة إلى استهداف مستشفى الفاشر السعودي التعليمي في شمال دارفور، ما أدى إلى مقتل نحو 70 شخصًا، بينهم أطفال، وإصابة عدد كبير آخر.
بينما أعلنت الأمم المتحدة أن تصاعد العنف أدى إلى "مستويات صادمة" من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، شملت التجنيد القسري في الجماعات المسلحة، والعنف الجنسي، والاختطاف، إلى جانب الهجمات على المدارس والمستشفيات.