السودان: 58 وفاة و1351 إصابة بالكوليرا في النيل الأبيض خلال 72 ساعة

كشفت وزارة الصحة في السودان،مساء أمس السبت، عن ارتفاع إصابات ووفيات الكوليرا إلى 1409 حالات خلال 3 أيام في كوستي بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان.
وقالت وزارة الصحة السودانية في بيان لها، إن إجمالي إصابات الكوليرا في كوستي بلغ 1351 حالة، بينما ارتفعت الوفيات إلى 58 حالة خلال ثلاثة أيام، بينما قدمت "شبكة أطباء السودان" إحصائية مختلفة قالت فيها إن الوفيات بلغت 83 حالة فيما وصلت الإصابات إلى 1197 حالة، تعافى منهم 259 شخصا.
وخرجت التقارير الطبية في السودان، لتصف الوضع في الولاية بالكارثي، داعية السلطات الصحية إلى فتح مراكز إضافية وتوفير الأسرة بسبب تزايد حالات الإصابة، وتكثيف حملات التوعية، وتطهير الأسواق، ومنع توزيع المياه بالطرق التقليدية.
وكانت السلطات، عملت على منع نقل المياه من النيل الأبيض عبر العربات التي تجرها الحمير، بعد أن باتت المصدر الوحيد لاحتياجات السكان قبل إعادة تشغيل محطة المياه.
كما كشفت وزارة الصحة الاتحادية عن قيامها بتدخلات استجابة فورية منها إعادة تشغيل مياه كوستي الرئيسية وتنفيذ حملة تطعيم وتأمين 40 ألف وحدة من المحاليل الوريدية، وزيادة سعة مركز العزل، وقد أعلنت عن تفعيل قانون الصحة العامة للطوارئ بإغلاق الأسواق والمدارس والمحلات التجارية، وتنفيذ حملات الإصحاح البيئي، وتطبيق الاشتراطات والاحترازات الصحية.
وأرجعت وزارة الصحة انتشار الكوليرا في كوستي إلى مياه الشرب الملوثة، بعد توقف محطة المياه الرئيسية في المدينة نتيجة استهداف "قوات الدعم السريع" لمحطة أم دباكر، بعدما قصفت قوات الدعم السريع في 16 فبراير 2025 محطة كهرباء أم دباكر التحويلية، مما أدى إلى تدمير محول وتضرر آخر والتأثير على إمداد الكهرباء لكوستي وبقية ولاية النيل الأبيض.
ونشر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر أوضاعا مأساوية في مستشفى كوستي، حيث يفترش المرضى الأرض تحت هجير الشمس وتتناثر ملابس المصابين والمحاليل الوريدية في أرجاء المرفق الطبي.
ومن جانبه قال فرانسيس لايو أوكان، المرجع الطبي لمشروع أطباء بلا حدود في كوستي،إن الوضع مقلق للغاية ومن المحتمل أن يخرج عن السيطرة. يستمر مركز علاج الكوليرا في استقبال المرضى في حالات حرجة. نفدت المساحات، ونحن الآن نستقبل المرضى في منطقة مفتوحة ونعالجهم على الأرض لعدم وجود أسرة كافية”.
وتابع: “نقوم باستخدام مواردنا وتمكنا حتى الآن من التعامل مع الوضع، لكننا قلقون من أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو خلال الأيام القليلة القادمة، ستنفد مواردنا الطبية التي تعالج الجفاف الحاد وتحافظ على حياة المرضى، ناهيك عن الإجهاد التام الذي سيصيب الفرق الطبية”.
وأردف قائلا: نحن بحاجة ماسة إلى مساعدة منظمات أخرى في الاستجابة لحالة الطوارئ هذه من خلال توفير الطواقم الطبية والإمدادات اللازمة للتعامل مع المرضى. ويحتاج الناس إلى المياه، ومن الضروري أن تبدأ الأنشطة التوعوية لمعالجة هذه الأزمة من جذورها”.