اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

البرهان: محاولات فرض حكومة على الشعب السوداني مرفوضة

السودان
السودان

في خطاب ألقاه يوم الاثنين في بورتسودان، أكد عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، رفضه التام لمحاولات فرض أي حكومة على الشعب السوداني. وشدد البرهان على أن الشعب السوداني لن يقبل بأن يتم فرض شخصيات معينة على الحكم، مؤكداً أن "على كل من يتحدث باسم الشعب السوداني في الخارج أن يتخلى عن أي أحلام بشأن العودة للحكم".
وقد استهدف البرهان في تصريحاته رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، الذي تمت الإطاحة بحكومته في 2021، مشيراً إلى أن أي مسعى لإعادة شخصيات منبوذة إلى السودان لن يُكتب له النجاح.

تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث شهد الأسبوع الماضي إعلان تحالف سياسي جديد تحت مسمى "التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة" (صمود) برئاسة حمدوك، بعد انسحاب "تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية" (تقدم) بسبب الخلافات حول تشكيل حكومة بديلة. هذا التحالف يعكس تزايد الانقسامات السياسية في السودان حول مستقبل الحكومة الانتقالية، في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد.

من جانب آخر، أكدت قوى سياسية وحركات مسلحة في وقت لاحق أنها ستوقع ميثاقاً سياسياً في كينيا غداً الثلاثاء، بهدف تشكيل حكومة موازية. يأتي هذا في وقت يواصل فيه الجيش السوداني قتال "قوات الدعم السريع" منذ أبريل 2023، بسبب الخلافات حول دمج هذه القوات ضمن الجيش في سياق العملية السياسية للانتقال إلى حكم مدني.

وتستمر الأزمة في السودان مع تصاعد النزاع العسكري بين الجيش و"قوات الدعم السريع"، التي تسيطر على العديد من المناطق في دارفور وكردفان، بينما استطاع الجيش مؤخراً استعادة السيطرة على عدة مناطق في وسط السودان وشماليها وشرقيها.

كان الخبير الاستراتيجي والباحث في شئون الأمن القومي اللواء جمال طه، قد أكد في وقت سابق أن الجيش السوداني، نجح في تحرير مدينة «ود مدني» عاصمة ولاية الجزيرة في 11 يناير 2025، بعد 13 شهرا من اجتياح قوات الدعم السريع لها. هذا الإنجاز جاء نتيجة لعمليتين عسكريتين بدأهما الجيش في أكتوبر 2024:

العملية الأولى: نفذتها القوة المشتركة المساندة للجيش لاستهداف المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، والسيطرة على قاعدتي «الزُرق» و«بئر مزّة» التابعتين للدعم السريع شمال دارفور، وتدمير ارتكازاته في مناطق الصحراء الكبرى، ما عطل طريق الإمداد البري من تشاد عبر الحدود.

العملية الثانية: شنتها قوات الجيش للسيطرة على منطقة «جبل مويا» الاستراتيجية بولاية سنار، مما مكنها من ربط القوات في ثلاث ولايات (سنار، النيل الأبيض، والقضارف) واستعادة العديد من المدن والبلدات.

وأضاف في تصريحات صحفية أن الهجوم في 8 يناير، على ود مدني من خمس محاور، ما قطع إمدادات الميليشيات المحاصرة. تحرير المدينة شكل نقطة تحول في تقدم الجيش بعد السيطرة على الجسور الاستراتيجية في الخرطوم أواخر سبتمبر 2024، ما مكنه من توسيع نطاق عملياته ودعم تطهير العاصمة، وفتح الطريق لعودة النازحين الذين كانوا قد لجأوا إلى ود مدني.

وبحلول أواخر سبتمبر 2024، فقدت قوات الدعم السريع معظم ولايتي سنار والجزيرة، إلى جانب أهداف استراتيجية في الخرطوم، وكذلك العديد من المواقع والمقاتلين في دارفور نتيجة لهجمات فعّالة من الجيش والقوات المتحالفة معه.