حرائق كارولينا الجنوبية.. إجلاء واسع ومكافحة مستمرة
اندلعت أكثر من 175 حريقًا كبيرًا في ولاية كارولينا الجنوبية، ما أدى إلى عمليات إجلاء جماعية للسكان.
أظهرت مقاطع فيديو التقطت من طائرات حجم الحرائق التي تستعر في أجزاء من الولاية، بينما يكافح رجال الإطفاء النيران في ظل ظروف جوية جافة ورياح قوية. أجبرت الحرائق العديد من السكان على إخلاء منازلهم.
أفادت لجنة الغابات في ولاية كارولينا الجنوبية بأن حجم الحرائق تضاعف خلال الليل، وأصدر المسؤولون حظرًا على إشعال النيران على مستوى الولاية مع اندلاع عشرات الحرائق التي لم يتم احتواء العديد منها حتى الآن.
تستمر جهود الإطفاء في مواجهة تحديات كبيرة، مع توقعات باستمرار الظروف الجوية الصعبة التي قد تزيد من انتشار الحرائق.
تاريخ الولايات المتحدة مع الحرائق
كانت ولاية كاليفورنيا الأمريكية شهدت مؤخرًا واحد من أسوأ الحرائق بتاريخها، إذ دمرت ألسنة اللهب مناطق واسعة، في لوس أنجلوس، وامتدت لتلتهم منازل وقصور العديد من المشاهير والممثلين، إلا أن هذا الحريق لم يكن وحيداً، إذ تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية سجلا حافلا بمجال حرائق الغابات.
وعلى مر تاريخها، شهدت أمريكا العديد من الحرائق المدمرة التي أسفرت عن سقوط أعداد من الضحايا وإتلاف مساحات هامة.
ففي عام 1910، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية أعنف حريق غابات بتاريخها من حيث المساحة المدمرة.
أعنف حريق بتاريخ البلاد
واندلعت خلال صيف جاف وحار تميز بغياب التساقطات، يوم 20 آب/أغسطس 1910، عشرات الحرائق الصغيرة بولايتي مونتانا وإيداهو بالشمال الغربي للولايات المتحدة الأمريكية.
وبتلك الفترة، شهدت هذه المناطق هبوب رياح عاتية وجافة بلغت سرعتها 110 كلم بالساعة.
كما استعرت بسبب هذه الرياح، الحرائق الصغيرة لتتحول فيما بعد لحريق هائل امتد بكل من شمال إيداهو وغرب مونتانا إضافة للمناطق الشرقية من ولاية واشنطن.
وبناء على تقارير تلك الفترة، التهمت النيران غابات بيتروت (Bitterroot) وكابينيه (Cabinet) وكليرووتر (Clearwater) وكور دالين (Coeur d'Alene) وفلاتهيد (Flathead) وكانيكسو (Kaniksu) وكوتناي (Kootenai) ولويس آند كلارك (Lewis and Clark) ولولو (Lolo) وسانت جو (St. Joe) التي كانت كلها مصنفة كغابات وطنية.
إلى أن استعانت دائرة الغابات بالولايات المتحدة الأمريكية، التي تأسست عام 1905، بنحو 4 آلاف جندي لمساندة الآلاف من رجال الإطفاء الذين جاؤوا نحو المنطقة المتضررة لإخماد النيران ومنع توسعها.
إلى ذلك، أسفر هذا الحريق، الذي لقب بالحريق الكبير لعام 1910، عن مقتل 87 شخصا كان من ضمنهم 78 من رجال الإطفاء. وحسب التقارير، دمّر الحريق مساحة قدرت بنحو 3 ملايين هكتار، أي ما يعادل 12 ألف كلم مربع ما بين يومي 20 و21 أغسطس 1910.
من جهة ثانية، محت النيران مدنا أمريكية بأكملها. وقد تحولت مدن فالكون (Falcon) وغران فوركس (Grand Forks) لكومة أنقاض. وبولاية مونتانا، عرفت مدن دي بورجيا (De Borgia) وهوغان (Haugan) وتافت (Taft) وهندرسون (Henderson) وتوسكور (Tuscor) مصيرا مشابها.
أيضا، خسرت الولايات المتحدة الأمريكية بتلك الفترة، بسبب الحريق الكبير، ما قيمته مليار دولار من الخشب وهو ما يعادل حوالي 30 مليار دولار بالفترة الحالية.
يذكر أن الشارع الأمريكي كان ذهل من هول وحجم الدمار الذي خلفه هذا الحريق وطالب الإدارة الأمريكية بتوضيحات.
ولمجابهة مثل هذه الكوارث، اعتمدت دائرة الغابات سياسة جديدة اقتضت التصدي للحرائق الصغيرة قبل انتشارها. فضلا عن ذلك، وافق الكونغرس الأمريكي على مضاعفة الميزانية المخصصة لمجابهة حرائق الغابات.
