ازدواجية المعايير.. حماس تنتقد إدارة ترامب وتطالبها بلقاء الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون الاحتلال

في خطوة تعكس انتقادًا لسياسات الإدارة الأمريكية، دعت حركة «حماس» الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى لقاء فلسطينيين أُفرج عنهم من السجون الإسرائيلية ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تمامًا كما التقى رهائن إسرائيليين أفرجت عنهم الحركة. وجاءت هذه الدعوة عبر رسالة مفتوحة من عضو المكتب السياسي للحركة، باسم نعيم، الذي طالب ترامب بإبداء "المستوى ذاته من الاحترام" تجاه الأسرى الفلسطينيين، في إشارة إلى ما وصفه بالمعايير المزدوجة في التعامل مع معاناة الطرفين.
ازدواجية المعايير في التعامل مع الأسرى؟
يأتي هذا الطلب بعد أن استضاف ترامب في البيت الأبيض ثمانية رهائن إسرائيليين كانوا محتجزين في غزة، حيث أعرب عن تعاطفه العميق معهم، واصفًا تجربتهم بأنها «معاناة لا يمكن تصورها». لكن في المقابل، لم يظهر موقف مماثل تجاه الفلسطينيين الذين قضوا سنوات في السجون الإسرائيلية، رغم أن عددهم يصل إلى 9500 أسير، وفقًا لما ذكره نعيم.
صفقة التبادل: خطوة نحو التهدئة أم استمرار للصراع؟
الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، بعد 15 شهرًا من الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليًا، من بينهم ثمانية قتلى، مقابل إفراج إسرائيل عن نحو 1800 أسير فلسطيني. ورغم أن هذه الصفقة اعتُبرت خطوة نحو تهدئة الصراع، فإنها لم تنهِ حالة التوتر، حيث لا تزال إسرائيل تحتفظ بآلاف الأسرى الفلسطينيين، فيما تبقى مسألة الأسرى والرهائن إحدى القضايا الأكثر تعقيدًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
دلالات دعوة حماس: مناورة سياسية أم رسالة ضغط؟
تحمل دعوة «حماس» لترامب أبعادًا سياسية تتجاوز مجرد المطالبة بالمساواة في المعاملة. فمن جهة، تسعى الحركة إلى إحراج الإدارة الأمريكية وإبراز انحيازها إلى الجانب الإسرائيلي، وهو ما قد يلقى صدى في الأوساط الداعمة للحقوق الفلسطينية. ومن جهة أخرى، قد تكون الدعوة رسالة ضغط تهدف إلى تعزيز المطالب الفلسطينية في أي مفاوضات مستقبلية تتعلق بملف الأسرى.
هل يستجيب ترامب؟
رغم أن الإدارة الأمريكية لطالما دعمت إسرائيل في ملفات الأمن والسياسة، فإن دعوة «حماس» قد تثير نقاشًا أوسع حول دور الولايات المتحدة في تحقيق تسوية عادلة للصراع. فهل ستتعامل واشنطن مع هذا الطلب بجدية، أم ستظل ملتزمة بسياساتها التقليدية التي تعطي الأولوية للمطالب الإسرائيلية؟ هذا ما ستكشفه مواقف الإدارة الأمريكية في الفترة القادمة.
وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المساجد في الضفة الغربية خلال شهر رمضان بأنها تصعيد خطير وتصاعد في الحرب الدينية التي يشنها الاحتلال ضد المقدسات الإسلامية.
وأكدت الحركة، في بيان رسمي، أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام انتهاك مقدساته، داعية الفلسطينيين في الضفة الغربية، والقدس، والداخل المحتل إلى تصعيد المقاومة، والتوافد إلى المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي للوقوف في وجه هذه الاعتداءات.
وأشارت "حماس" إلى أن الهجمات الإسرائيلية، والتي شملت الاعتداء على المساجد في نابلس والخليل، وإشعال النيران في بعض غرفها، ومنع المصلين من أداء صلاة الفجر، تعد سابقة خطيرة تستدعي تحركًا جادًا لمنع تكرارها والتصدي لسياسات الاحتلال ومخططاته.
كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تمكنت من "إنقاذ 38 أسيرًا من قطاع غزة"، مشيرة إلى التزامها بمواصلة الجهود حتى يعود جميع الأسرى إلى ديارهم، في إشارة إلى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.