الأمم المتحدة: مليون نازح سوري في طريق عودتهم لمنازلهم

قالت متحدثة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، سيلين شميت، إن قرابة مليون شخص من النازحين في شمال غرب سوريا يعتزمون العودة إلى منازلهم خلال العام 2025.
وأضافت سيلين شميت، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي لمكتب الأمم المتحدة في جنيف شاركت فيه بيانات تتعلق باستطلاع عن النازحين في شمال غرب سوريا، أن قرابة مليون شخص يعيشون في مخيمات ومناطق يقيم فيها النازحون شمال غرب سوريا يخططون للعودة إلى منازلهم خلال العام الجاري.
ولفتت المسؤولة الأممية إلى أن 600 ألف من هؤلاء النازحين السوريين سيعودون إلى مناطقهم في غضون الأشهر الستة القادمة.
من جانب آخر، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن 750 ألف نازح داخل سوريا عادوا إلى منازلهم منذ نوفمبر 2024.
ونوه تقرير للمنظمة عن عودة النازحين السوريين إلى مناطقهم والصادر الجمعة، أن نحو 7 ملايين سوري لا يزالون نازحين داخل البلاد، لافتا في الوقت نفسه إلى أن حالات النزوح الداخلي شهدت تراجعا ملحوظا منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
ولفت أيضا إلى تزايد وتيرة عودة السوريين إلى بلدهم بعد سقوط الأسد.
ويذكر أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كانت أعلن عن إطلاق خطة لجمع 370.9 مليون دولار بهدف دعم عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار، إلى جانب مساعدة النازحين داخليا في سوريا.
وجاءت هذه الخطوة في إطار الجهود المبذولة لمعالجة أزمة اللاجئين المستمرة، وتوفير الظروف الملائمة لعودتهم الطوعية والآمنة إلى ديارهم، لا سيما بعد التطورات السياسية التي شهدتها سوريا عقب سقوط النظام السوري السابق في ديسمبر 2024، حيث تتضمن الخطة توفير الدعم لما يصل إلى 1.5 مليون لاجئ سوري يرغبون بالعودة من دول الجوار، وهي الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، فضلاً عن تقديم المساعدة لنحو 2 مليون نازح داخلي داخل سوريا.
وراحت تؤكد المفوضية أن هذه الخطوة تأتي استجابة لتزايد رغبة اللاجئين بالعودة، خاصة بعد التحسن النسبي في الأوضاع الأمنية في بعض المناطق السورية.
ووفقا للخطة، ستوجه المفوضية جزءا من التمويل لتغطية تكاليف عمليات العودة من دول الجوار، حيث رصدت مبالغ مالية متفاوتة لكل دولة بحسب أعداد اللاجئين فيها، إذ خصص مبلغ 90.2 مليون دولار لدعم عودة اللاجئين من تركيا، و76.9 مليون دولار من لبنان، و22 مليون دولار من الأردن، و3.9 مليون دولار من مصر، و920 ألف دولار من العراق.
كما ستوجه 81.4 مليون دولار لدعم العائدين داخل سوريا، تشمل مساعدات مادية وخدمات الحماية، بالإضافة إلى 40 مليون دولار لدعم برامج الإيواء و55 مليون دولار أخرى لإعادة الإدماج المجتمعي، كون الخطة، تهدف في المقام الأول إلى تقديم حزمة متكاملة من المساعدات لضمان استدامة العودة، تشمل النقل الآمن للعائدين، والمساعدات المالية الأولية لتأمين احتياجاتهم الأساسية، فضلا عن توفير الدعم القانوني لمساعدتهم في استعادة حقوق السكن والملكية وتوثيق أوراقهم الرسمية.
كما تشمل الخطة تأهيل البنية التحتية في مناطق العودة، مثل المدارس والمراكز الصحية، وضمان توفير الخدمات الأساسية للسكان.
وتواجه المفوضية تحديات كبيرة في تنفيذ هذه الخطة، أبرزها المخاوف الأمنية في بعض المناطق التي لا تزال تعاني من عدم الاستقرار، وانتشار الألغام والمخلفات الحربية التي تشكل تهديدا مباشرا لحياة العائدين.