تحولات سياسية في المشهد الفلسطيني.. ترقيات عسكرية وتطورات دبلوماسية وميدانية

أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسومًا رئاسيًا يقضي بترقية العميد محمد خليل إبراهيم الخطيب، المعروف باسم "نضال شاهين"، إلى رتبة لواء، وتعيينه قائدًا لجهاز الاستخبارات العسكرية، خلفًا للواء زكريا علي حسين مصلح، الذي أُنهي استدعاؤه للخدمة.
هذه الخطوة تأتي في سياق إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في ظل التحديات المتصاعدة التي تواجهها السلطة الفلسطينية.
تصعيد عسكري
في سياق ميداني متوتر، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ42، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ29 على التوالي، ضمن تصعيد عسكري يشمل حصارًا خانقًا ومداهمات مكثفة أسفرت عن تدمير واسع للبنية التحتية والممتلكات.
حصار خانق واعتقالات واسعة
دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إضافية إلى طولكرم ومخيميها، ونشرت فرق مشاة وآليات في الشوارع، ما أدى إلى تعطيل حركة السكان. كما شنت حملة اعتقالات طالت عدة شبان، بينهم ناصر عزات طبيخ، ومحمد شبراوي، ومحمد أبو طاحون.
وفي تصعيد خطير، أوقفت قوات الاحتلال مركبة إسعاف تابعة للهلال الأحمر أثناء أداء مهمة إنسانية، وأجبرت طاقمها على المغادرة بعد إخضاعهم للتفتيش.
تحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية
في شارع نابلس، الرابط بين المخيمين، حولت قوات الاحتلال العديد من المنازل إلى مواقع عسكرية، حيث نشرت جرافات ثقيلة وأقامت حواجز تعيق حركة السكان.
أما في مخيم نور شمس، فقد دمرت جرافات الاحتلال عدة منازل بالكامل، في خطوة تُفسَّر بأنها محاولة لتغيير المعالم الجغرافية للمخيم عبر شق طرق جديدة.
خسائر بشرية ونزوح قسري
أسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات. كما أدى الحصار والقصف إلى تهجير نحو 21 ألف شخص، بينهم 9 آلاف من مخيم نور شمس، و12 ألفًا من مخيم طولكرم، وسط ظروف إنسانية كارثية.
إدانة أممية للجرائم الإسرائيلية وتصعيد دبلوماسي دولي
وصفت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، الجرائم الإسرائيلية بأنها "إبادة جماعية مستمرة"، مشيرة إلى أن الاحتلال يسعى لمحو الوجود الفلسطيني عبر التهجير والتطهير العرقي. كما دعت إلى محاسبة إسرائيل دوليًا، مطالبة بتعليق عضويتها في الأمم المتحدة بسبب انتهاكاتها المتواصلة للقوانين الدولية.
استهداف "الأونروا" ومساعي تصفيتها
حذرت ألبانيز من محاولات إسرائيل لتفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، معتبرة أن هذه الخطوة تهدف إلى تصفية قضية اللاجئين وإزالة آخر تمثيل أممي يعارض مخططات الاحتلال.
انفتاح سياسي أم تحرك تكتيكي؟
في تطور دبلوماسي لافت، كشف طاهر النونو، القيادي في حركة "حماس"، عن عقد لقاءات بين الحركة والمبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، في العاصمة القطرية الدوحة. هذه الاجتماعات ركزت على ملف إطلاق سراح أحد الأسرى مزدوجي الجنسية، حيث أكد النونو أن "حماس" أبدت مرونة كبيرة في التعامل مع الملف بما يخدم المصلحة الفلسطينية.
ورغم أن اللقاءات غير المعلنة بين واشنطن و"حماس" ليست سابقة، إلا أن توقيتها يعكس تعقيدات المشهد الحالي، خصوصًا مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. كما أن هذا التواصل قد يكون جزءًا من ترتيبات غير مباشرة تقودها أطراف دولية للتوصل إلى تفاهمات حول قضايا الأسرى والمساعدات الإنسانية.
التحرك الأمريكي تجاه "حماس" يشير إلى تحول براغماتي في التعامل مع واقع غزة، بعيدًا عن الموقف التقليدي الرافض لأي اتصال مباشر بالحركة. لكن يبقى السؤال: هل تشكل هذه اللقاءات بداية لحوار أوسع، أم أنها تظل محصورة في قضايا إنسانية محددة؟
بالتوازي مع اللقاءات الأمريكية، أعلنت "حماس" موافقتها على تشكيل "لجنة الإسناد المجتمعي"، التي تضم شخصيات وطنية مستقلة لإدارة غزة بشكل مؤقت حتى التوصل إلى ترتيب سياسي شامل وإجراء انتخابات فلسطينية عامة.