التصعيد الإسرائيلي في طولكرم ونور شمس.. عدوان متواصل وحصار خانق

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها المستمر على مدينة طولكرم ومخيميها، حيث يدخل القصف والمداهمات العسكرية يومها الثالث والأربعين، بينما يُحاصر مخيم نور شمس بشكل مشدد لليوم الثلاثين على التوالي. يترافق هذا العدوان مع تصعيد عسكري واسع، يتمثل في اقتحام المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وفرض إجراءات تفتيش صارمة على المارة والمركبات، واعتقال الشبان والتنكيل بهم.
طولكرم تحت الحصار والقمع
في طولكرم، توسّعت عمليات التمشيط العسكري، حيث عزّزت قوات الاحتلال انتشارها في شوارع المدينة ومخيمها، لا سيما في شارع نابلس الرابط بين مخيمي طولكرم ونور شمس. المنازل والمباني السكنية لم تكن بمنأى عن العدوان، إذ تحولت العديد منها إلى مواقع عسكرية مغلقة، بينما خضعت السيارات والمارة لتفتيش دقيق، شمل التدقيق في الهويات واحتجاز البعض، خصوصًا الشبان الذين تعرضوا للتنكيل والاستجواب القسري.
كما كثّفت القوات الإسرائيلية دورياتها العسكرية الراجلة في جميع أحياء المخيم، لا سيما في حارتي الشهداء والمربعة، حيث اقتحمت المنازل بعد تفجير أبوابها وتخريب محتوياتها، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الصوت، مما تسبب في دمار واسع للبنية التحتية والمنازل، سواء عبر الهدم الجزئي أو الكلي.
حصار خانق على مخيم نور شمس
أما في مخيم نور شمس، فقد بلغ الحصار أشدّه مع دخول العدوان الشهر الثاني، حيث تواصل قوات الاحتلال اقتحام المنازل والعبث بمحتوياتها، وإخضاع سكانها لعمليات استجواب قاسية. يترافق ذلك مع إطلاق النار بشكل مكثف، وتدمير البنية التحتية عبر عمليات تجريف موسعة، حيث هدمت القوات الإسرائيلية 28 منزلًا بشكل كامل، في إطار مخططها لشق طرق عسكرية داخل المخيم.
ضحايا العدوان والتهجير القسري
أسفرت الاعتداءات المتواصلة عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، فضلًا عن عشرات الجرحى والمعتقلين. كما أدت الهجمات إلى نزوح أكثر من 9,000 شخص من مخيم نور شمس، و12,000 شخص من مخيم طولكرم، ضمن سياسة تهجير قسرية ممنهجة.
حصار غزة وتجويع السكان
بالتزامن مع التصعيد في طولكرم، تواصل سلطات الاحتلال إغلاق معبري كرم أبو سالم وبيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة لليوم التاسع على التوالي، مما أدى إلى انقطاع تام لدخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية والطبية. كما أعلنت حكومة الاحتلال منع دخول جميع البضائع إلى القطاع منذ يوم الأحد الماضي، في إطار سياسة "عسكرة المجاعة"، وفق ما أكدته تقارير أممية لخبراء مستقلين في حقوق الإنسان.
إدانات دولية ودعوات للتحرك
أدانت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، من بينهم المقررة الخاصة بالأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، الإجراءات الإسرائيلية، معتبرين أنها تنتهك التزامات الاحتلال القانونية في تأمين الاحتياجات الأساسية للسكان. كما أكدوا أن الحرمان المتعمد من الغذاء والرعاية الصحية يُشكل جريمة ضد الإنسانية.
حملة دولية للإفراج عن طالب فلسطيني معتقل في أمريكا
على صعيد متصل، أطلق أكثر من 577,000 ناشط حملة للمطالبة بالإفراج عن الطالب الفلسطيني محمود خليل، المعتقل في جامعة كولومبيا في نيويورك، وذلك بعد اعتقاله على خلفية مشاركته في احتجاجات مؤيدة لفلسطين. تأتي هذه الحملة بعد أن سمحت الجامعة لضباط الهجرة والجمارك الأمريكية باقتحام الحرم الجامعي دون أمر قضائي، مما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط الحقوقية.
ضغط أمريكي على جامعة كولومبيا
في خطوة مثيرة للجدل، قررت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إيقاف عقود تمويلية بقيمة 400 مليون دولار لجامعة كولومبيا، بدعوى عدم اتخاذها إجراءات كافية لمواجهة "التحريض" من قبل الطلبة الفلسطينيين، وسط اتهامات بمعاداة السامية.