التصعيد مستمر.. اتفاقيات دفاعية جديدة في أوروبا

في ظل تصاعد التوترات الأمنية في أوروبا، أعلنت فنلندا توقيع اتفاقية دفاعية مع أوكرانيا، فيما دعت بولندا إلى نشر أسلحة نووية أمريكية على أراضيها، مما يعكس اتجاهاً متزايداً نحو إعادة تشكيل التوازنات العسكرية في المنطقة.
فنلندا وأوكرانيا.. تعاون دفاعي موسع
أعلنت وزارة الدفاع الفنلندية، الخميس، عن توقيع اتفاقية تعاون دفاعي مع أوكرانيا، تشمل تعزيز التسليح وتبادل المعلومات الاستخباراتية وإنتاج الذخائر، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز".
وتأتي هذه الاتفاقية في إطار دعم فنلندا المستمر لأوكرانيا، حيث تعهدت هلسنكي بتقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 200 مليون يورو، تتضمن ذخائر مدفعية تهدف إلى تعزيز القدرات القتالية الأوكرانية في حربها ضد روسيا.
هذه الخطوة تعكس تحول فنلندا، التي انضمت حديثًا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، نحو دور أكثر نشاطًا في المشهد الأمني الأوروبي، لا سيما مع اقترابها الجغرافي من روسيا وتاريخها المعقد معها.
بولندا ومطلب الردع النووي الأمريكي
على صعيد آخر، دعا الرئيس البولندي أندري دودا الولايات المتحدة إلى نشر أسلحة نووية على الأراضي البولندية، في خطوة تصعيدية تهدف إلى تعزيز قوة الردع أمام روسيا.
ووفقاً لصحيفة "فاينانشال تايمز"، ناقش دودا هذه المسألة مع كيث كيلوج، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون أوكرانيا، ضمن جهود وارسو لتقوية دفاعاتها وسط ما تعتبره تهديدات أمنية متزايدة من موسكو.
وأكد دودا في مقابلة مع الصحيفة أن توسع الناتو شرقًا منذ عام 1999 يستوجب نقل البنية التحتية العسكرية للحلف نحو الشرق، بما في ذلك الرؤوس النووية الأمريكية الموجودة في أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة، معتبراً أن الوقت قد حان لمواكبة هذا التغيير بعد 26 عامًا من توسع الحلف.
دلالات استراتيجية وتداعيات محتملة
تعزيز دور الناتو شرقاً: الاتفاق الفنلندي الأوكراني ودعوة بولندا لنشر الأسلحة النووية يعكسان تحولاً استراتيجياً في سياسات الدفاع الأوروبية، خصوصًا أن الدول الواقعة على الحدود الشرقية للناتو تسعى لتقوية مواقعها العسكرية.
رسالة إلى روسيا: بينما تعتبر موسكو هذه الخطوات تهديدًا مباشراً لأمنها، فإن هذه التحركات تهدف إلى تعزيز الردع ورفع كلفة أي مواجهة عسكرية محتملة.
تصعيد محتمل في سباق التسلح: نشر أسلحة نووية في بولندا قد يدفع روسيا إلى اتخاذ خطوات مضادة، مما يزيد من احتمالات عودة المواجهة النووية إلى قلب التوترات الأوروبية.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: إلى أي مدى ستسمح الولايات المتحدة بنقل أسلحتها النووية شرقاً؟ وهل تؤدي هذه التحركات إلى مزيد من التصعيد، أم أنها ستشكل رادعًا فعالًا ضد أي تهديد مستقبلي؟.