اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

جدل في سوريا بعد زيارة وفد ديني درزي إلى إسرائيل

الدروز
الدروز

في خطوة غير مسبوقة، توجّه نحو 60 رجل دين درزياً من محافظة القنيطرة جنوب سوريا إلى إسرائيل، الجمعة، في زيارة أثارت ردود فعل متباينة، خاصة أنها جاءت بعد تصريحات إسرائيلية تعهدت بـ"حماية دروز سوريا"، ما اعتبره البعض محاولة للتدخل في الشأن الداخلي السوري.
جاءت هذه الزيارة بدعوة من الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، وتضمّنت زيارة مقام النبي شعيب، أحد أهم المقامات الدينية لدى الطائفة، بالإضافة إلى المشاركة في افتتاح مقر ديني في قرية البقيعة شمال إسرائيل.
وتجمّع الوفد صباح الجمعة عند أطراف قرية حضر الواقعة في المنطقة العازلة بمرتفعات الجولان، حيث كانوا تحت مراقبة مشددة من الجنود الإسرائيليين المتمركزين في نقاط مستحدثة بأطراف القرية.
ووفق مصادر ميدانية، دخل رجال الدين الدروز إلى إسرائيل عبر حافلتين وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث مُنعوا من حمل هواتفهم المحمولة، ولم يُسمح للصحفيين بالاقتراب منهم أثناء تجمعهم.
تباين داخل الطائفة الدرزية
أثارت هذه الزيارة موجة من الجدل داخل الطائفة الدرزية في سوريا، حيث اعتبرها البعض خطوة طبيعية لتعزيز الروابط الدينية والاجتماعية، بينما رأى آخرون أنها تحمل أبعادًا سياسية قد تُستخدم كغطاء لتبرير التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري.
ويعكس هذا الانقسام حالة التوتر داخل الطائفة الدرزية، التي ظلت تحافظ على موقف محايد نسبيًا منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011، حيث امتنع عشرات الآلاف من الشبان الدروز عن التجنيد الإجباري في الجيش السوري، مكتفين بالدفاع عن مناطقهم.
تأتي هذه الزيارة بعد تصريحات مثيرة للجدل أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال فيها:
"إذا أقدم النظام على المساس بالدروز، فإننا سنؤذيه".
وجاءت تصريحاته على خلفية اشتباكات محدودة شهدتها مدينة جرمانا بضواحي دمشق، حيث تعيش مجتمعات درزية ومسيحية. وأثار هذا الموقف الإسرائيلي انتقادات واسعة من المرجعيات الدينية الدرزية، التي أكدت تمسكها بوحدة الأراضي السورية ورفض التدخل الخارجي.
رفض سوري
أكد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أن حكومته ترفض أي محاولة إسرائيلية لاستغلال الوضع الداخلي في سوريا، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من المناطق التي توغلت فيها جنوب سوريا بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد.
مفاوضات لدمج الفصائل الدرزية في الجيش السوري
في سياق متصل، تجري مفاوضات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية والإدارة السورية الجديدة، بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن دمج الفصائل المسلحة الدرزية ضمن وزارة الدفاع السورية، وهو ما قد يضع حدًا لمخاوف الطائفة ويحدّ من محاولات أي طرف خارجي لاستغلالها سياسياً.
تكشف هذه التطورات عن حالة إعادة تشكيل للنفوذ في جنوب سوريا، حيث يبدو أن إسرائيل تحاول تعزيز روابطها مع الدروز في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة السورية الجديدة إلى إعادة دمج الطائفة ضمن مؤسسات الدولة.

مساعدات إسرائيلية للدروز
يذكر أن وزارة الخارجية الإسرائيلية، أعلنت عن نقل 10 آلاف طرد غذائي لدعم الدروز في سوريا، في خطوة تعكس تصاعد الاهتمام الإسرائيلي بالجنوب السوري.
وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن نحو 100 درزي سوري سيزورون قريبًا قبور شخصيات دينية درزية داخل إسرائيل، في سابقة لم تحدث منذ عام 1947.
بالتوازي، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إسرائيل ستكثف تواصلها مع الدروز في جنوب سوريا، مشيرًا إلى إطلاق خطة عمل في بلدات الجولان ابتداءً من 16 مارس الجاري.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن الجيش الإسرائيلي قرر البدء بترميم البنية التحتية في القرى الدرزية السورية القريبة من الحدود، في خطوة تعزز مساعي تل أبيب لتوسيع نفوذها في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن جيش الاحتلال شكّل هيئة مشتركة مع منسق أعمال الحكومة في الضفة الغربية، بهدف التواصل المباشر مع الدروز السوريين القاطنين على الحدود.
الاهتمام الإسرائيلي بالمجتمع الدرزي السوري تصاعد خلال الأسابيع الماضية، حيث أفادت هيئة البث العبرية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات للجيش بالاستعداد لحماية مدينة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية في ريف دمشق، زاعمًا أن إسرائيل لن تسمح لما وصفه بـ"النظام الإسلامي المتطرف" بإيذاء الدروز.
ولم تتوقف تل أبيب عند هذا الحد، إذ طالب نتنياهو الحكومة السورية بسحب قواتها بالكامل من الجنوب السوري، وفق ما أعلنه التلفزيون الرسمي السوري. كما شدد على أن إسرائيل لن تسمح بوجود قوات الجيش السوري أو هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) في المناطق الواقعة جنوب دمشق.

موضوعات متعلقة