اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

الدرس انتهى لموا الكراريس.. 55 عاماً على جريمة إسرائيل الكبرى في مدرسة بحر البقر الابتدائية

جريمة مدرسة بحر البقر لا تسقط بالتقادم
جريمة مدرسة بحر البقر لا تسقط بالتقادم

الأربعاء الثامن من أبريل عام 1970 يوم كان يبدو كغيره من الأيام.. ولكنه لم يكن كذلك.. خرج التلاميذ من بيوتهم في قرية بحر البقر بمركز الحسينية التابعة لمحافظة الشرقية المصرية متوجهين لمدرسة القرية الابتدائية.. أطفال في عمر الزهور، يحدوهم الأمل في غدٍ يتسلحون فيه بالعلم، يحملون بين أيديهم سلاح التلاميذ، الورقة والقلم.. لكنهما لم يكونا كافيين لمنع الجريمة.

ما كادوا يجلسون على مقاعدهم والانتباه لمدرسيهم وهم يعلمونهم زرع حصد.. إلا وزائر الكراهية يحلق فوق رؤوسهم ويحصد أرواحاً بريئة، ففي تمام الساعة التاسعة طائرات الفانتوم الأمريكية يقودوها صهاينة تابعون لجيش الاحتلال الإسرائيلي، نزعت من قلوبهم كل معاني الإنسانية، يقصفون مدرسة ابتدائية، ليس بها إلا أطفال يحملون قلماً قصفوه وكراسة مزقوها، وحلماً أجهضوه ودفنوه مع صاحبه ذي النفس البريئة تحت أنقاض المدرسة.

إسرائيل تمتلك تاريخاً طويلاً من الجرائم وسجلاً حافلاً من الانتهاكات واستهداف المدنيين، لكن تظل جريمتها في بحر البقر هي الأسوأ والأقذر على الإطلاق، مهما مر من سنين، ومهما تلاقت الأيادي متصافحة.. سيبقى فيها دماء بريئة لزهور قطفت قبل الأوان.

أسماء الشهداء

أسفر القصف عن استشهاد نحو 30 طفلا بريئا، وإصابة العشرات بإصابات بالغة، وتشويه عدد كبير منهم.. فضلاً عن تدمير مبنى المدرسة تدميرا تاما، وكذلك إلحاق الضرر الكبير ببعض المنازل المجاورة.. من بين الأطفال الشهداء (حسن محمد السيد الشرقاوي، ومحسن سالم عبدالجليل محمد وإيمان الشبراوي طاهروبركات سلامة حماد وفاروق إبراهيم الدسوقي هلال وخالد محمد عبدالعزيز ومحمود محمد عطية عبدالله وجبر عبدالمجيد فايد نابل وعوض محمد متولي الجوهري ومحمد أحمد محرم ونجاة محمد حسن خليل وصلاح محمد إمام قاسم وأحمد عبدالعال السيد ومحمد حسن محمد إمام وزينب السيد إبراهيم عوض ومحمد السيد إبراهيم عوض ومحمد صبري محمد الباهي وعادل جودة رياض كرواية، وممدوح حسني الصادق محمد).

بررت إسرائيل جريمتها بأنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية، بينما نددت مصر بالحادث واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمداً بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار فى حرب الاستنزاف.

المجتمع الدولي يستنكر الجريمة

استقبل المجتمع الدولي الحادث باستنكار شديد، و تسبب الحادث فى إجبار الولايات المتحدة ورئيسها في ذلك الوقت ريتشارد نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية على المواقع المصرية. والذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية.