اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

تصعيد خطير.. إيران تنقل صواريخ بعيدة المدى إلى العراق

صاروخ إيراني
صاروخ إيراني

كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية أن إيران قامت مؤخرًا بنقل صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى إلى جماعات مسلحة موالية لها في العراق، في خطوة غير مسبوقة قد تتيح لهذه الجماعات استهداف مواقع بعيدة، بما في ذلك دول أوروبية. تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث تستعد الولايات المتحدة للانخراط في مفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، ما يفتح الباب أمام تساؤلات بشأن الأهداف الاستراتيجية لطهران وتداعيات هذا التصعيد على الاستقرار الإقليمي والدولي.

خطوة استراتيجية

وفقًا للمصادر الاستخباراتية الإقليمية، فإن هذه الخطوة تمثل خطوة استراتيجية من إيران لزيادة وجودها العسكري في المنطقة وتعزيز قدرتها على التحكم في معادلة القوة عبر وكلائها المسلحين في العراق. يعد نقل الصواريخ بعيدة المدى تطورًا كبيرًا في دعم إيران لوكلائها في العراق، حيث يمكن لهذه الصواريخ أن توفر لهم قدرة على تنفيذ عمليات استهداف ضد دول بعيدة، بما في ذلك الدول الأوروبية، مما يعكس نية طهران في تمديد نطاق نفوذها الإقليمي والتوسع في قدراتها الهجومية.

تداعيات إقليمية

تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث تعاني العراق من توترات سياسية وأمنية داخليًا، إضافة إلى الضغوط الخارجية المترتبة على الصراع الإقليمي في المنطقة. بينما تحاول السلطات العراقية تجنب التصعيد، فإن هذه المناورات الإيرانية تزيد من تعقيد المشهد الأمني وتعرض استقرار العراق للخطر. تعتبر هذه العملية بمثابة مناورة من طهران لاستعادة نفوذها عبر وكلائها في المنطقة، ما يزيد من تعقيد أي جهود للمصالحة الداخلية أو تقليص التوترات الطائفية.

الرد الأمريكي والتحذيرات

التوقيت مهم أيضًا بالنظر إلى التصريحات الأمريكية الأخيرة، حيث توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران بـ"ثمن باهظ" بسبب أنشطة وكلائها في المنطقة. هذا التحذير جاء بعد أن هدّدت الولايات المتحدة باستهداف الجماعات المسلحة في العراق، إذا لم تتخذ الحكومة العراقية إجراءات لحل هذه الميليشيات. تناقض هذا الموقف مع تصريحات عدد من القادة العسكريين العراقيين الذين أبدوا استعدادهم لتسليم الأسلحة لتجنب التصعيد مع واشنطن، ما يعكس التوتر الداخلي بين السلطات العراقية والمليشيات الموالية لإيران.

يبدو أن طهران لم تلتفت إلى هذه التحذيرات، حيث تواصل تعزيز قوتها في المنطقة، ما يثير القلق من تفاقم الصراع الإقليمي. تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع الغارات الجوية العنيفة التي شنتها القوات الأمريكية على مواقع جماعة الحوثيين في اليمن، وهي جماعة حليفة لإيران، مما يشير إلى أن هذا التصعيد ليس مقتصرًا على العراق فقط، بل يمتد إلى ساحات أخرى في الشرق الأوسط.

يعكس نقل إيران للصواريخ بعيدة المدى إلى العراق استراتيجية تصعيدية تهدف إلى تعزيز نفوذها العسكري في المنطقة وزيادة قدرتها على استهداف دول بعيدة، وهو ما يضاعف من تعقيد المشهد الأمني الإقليمي. هذه الخطوة تؤكد أن إيران مستعدة للتمسك بسياساتها العسكرية المتمثلة في دعم وكلائها، رغم التهديدات الأمريكية. في المقابل، تبقى العراق أمام تحدٍ كبير في محاولة تحقيق توازن بين تلبية مطالب الولايات المتحدة واستمرار علاقتها مع إيران.

موضوعات متعلقة