اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
””كان محبا للمسلمين ومخلصا في نشر السلام ”.. شيخ الأزهر ينعي البابا فرنسيس مصر تعلق على دعوات دولة الإحتلال لحرق المسجد الأقصى محاكمة قائد قوات «الدعم السريع» في بورتسودان.. وقلق بالغ من انتشار الكوليرا بالخرطوم روسيا وإيران تُفعّلان شراكة استراتيجية وسط تصاعد المواجهة مع الغرب الاتحاد الأوروبي في مواجهة عمالقة التكنولوجيا.. صراع السيادة الرقمية بين بروكسل وواشنطن تونس: اعتقال المحامي البارز أحمد صواب بعد وصفه لمحاكمة المعارضين بـ«المهزلة والعار» بين تصريحات الانفتاح وخروقات الميدان.. مفارقات التسوية الروسية – الأوكرانية في زمن الحرب الطويلة خلاف جمهوري داخلي.. كينيدي متحديا ترامب: لا لترحيل السجناء الأمريكيين ولا لإقالة رئيس الفيدرالي عدوان لا ينقطع.. الاحتلال يحوّل مدن الضفة إلى ساحة حرب مفتوحة خطأ رقمي يفضح وثائق البيت الأبيض.. تسريب غير مقصود يثير مخاوف أمنية في عهدَي ترامب وبايدن هدنة عيد القيامة تنهار سريعًا.. انفجارات في ميكولايف وإنذارات جوية في كييف بعد هدنة عيد الفصح.. روسيا تستأنف ضرباتها الجوية على أوكرانيا.. وكييف تتهم موسكو بانتهاكها

بين تصريحات الانفتاح وخروقات الميدان.. مفارقات التسوية الروسية – الأوكرانية في زمن الحرب الطويلة

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف
المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف

في مشهد متناقض بين الدبلوماسية العلنية والتصعيد الميداني، عادت موسكو لتُعلن – على لسان الكرملين – استعدادها للتسوية بشأن الحرب في أوكرانيا. حيث أكد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يزال منفتحاً على إيجاد حل للأزمة، مشيراً إلى أن خطوط الاتصال مع واشنطن لم تُقطع، بل ما تزال مفتوحة.
هذه التصريحات جاءت بالتوازي مع إشارات إيجابية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عبّر عبر منصته "تروث سوشيال" عن أمله في أن تصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق هذا الأسبوع، يتبعه انفتاح اقتصادي على الولايات المتحدة، وصفه بأنه سيجلب "ثروة طائلة" للطرفين. ترامب، الذي لطالما تبنّى خطاباً أقرب إلى البراغماتية تجاه موسكو، ألمح إلى أن استبعاد أوكرانيا من عضوية الناتو، إن تحقق، سيكون مدخلاً لحلحلة النزاع، وهي نقطة تُرضي موسكو بلا شك.
لكن في الميدان، تتكسر هذه التصريحات على صخور الواقع الدموي. فقد اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية بخرق هدنة عيد الفصح أكثر من 2000 مرة في يوم واحد فقط، رغم عدم تسجيل أي غارات جوية في ذلك اليوم. زيلينسكي، الذي اعتاد استخدام خطاب مباشر وقوي، قدّم مقترحاً بوقف الضربات باستخدام المسيّرات والصواريخ على البنية التحتية المدنية لمدة لا تقل عن 30 يوماً، في محاولة لفتح نافذة إنسانية وسط الركام.

انفتاح روسي وخرق عسكري

هذا التباين بين "الانفتاح" الروسي و"الخرق" العسكري يسلط الضوء على أزمة أعمق: أزمة ثقة، ليس فقط بين طرفي النزاع، بل في قدرة الأطراف الدولية – وعلى رأسها الولايات المتحدة – على فرض مسار دبلوماسي حقيقي، خصوصاً في ظل غياب موقف أمريكي موحد، حيث تختلف رؤى الإدارة الحالية عن تلك التي يُعبّر عنها ترامب، الطامح للعودة إلى البيت الأبيض في 2025.
من جهة أخرى، يثير التصعيد المستمر في الميدان، رغم الإعلانات المتكررة عن الهدن، تساؤلات حول ما إذا كانت روسيا تستخدم هذه التصريحات كأداة تكتيكية لتخفيف الضغوط الدولية، دون نية حقيقية في إنهاء الحرب، أم أن هناك بالفعل مسارات خلفية لا تزال تُطبخ بعيداً عن الأضواء.
وفي المجمل، يبدو أن الحرب الأوكرانية دخلت مرحلة مركّبة، حيث تسير السياسة والإعلام والتصريحات في اتجاه، بينما تسير المدافع والطائرات المسيّرة في اتجاه آخر. وبينما تنتظر أوروبا والولايات المتحدة وموسكو أي اختراق محتمل، تبقى الحقيقة الأكثر وضوحاً هي استمرار المعاناة اليومية لملايين المدنيين العالقين في دوامة الحرب.

هدنة عيد القيامة تنهار سريعًا


في تطور يعكس هشاشة المبادرات المؤقتة لوقف إطلاق النار، شهدت أوكرانيا، فجر اليوم الاثنين، تصعيدًا عسكريًا مفاجئًا بعد ساعات فقط من انتهاء هدنة عيد القيامة التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليوم واحد. فقد دوت صفارات الإنذار في العاصمة كييف وفي النصف الشرقي من البلاد، محذرة من غارات جوية، فيما هزت انفجارات عنيفة مدينة ميكولايف شرق البلاد.


من هدنة دينية إلى استئناف الضربات


الهدنة الروسية التي اقتصرت على 24 ساعة – من مساء السبت حتى منتصف ليل الأحد بتوقيت موسكو – لم تُمدد، رغم دعوات أوكرانية وأمريكية لمواصلة وقف إطلاق النار. الكرملين أكد، عبر متحدثه دميتري بيسكوف، أنه "لا توجد أوامر جديدة" لتمديد الهدنة، مما فتح المجال أمام استئناف القتال في مختلف جبهات النزاع.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان قد أعلن مرارًا استعداد بلاده لوقف الضربات لمدة تصل إلى 30 يومًا، في إشارة إلى رغبة كييف في استغلال التهدئة لدواعٍ إنسانية ودبلوماسية. إلا أن الجانب الروسي تمسّك بانتهاء وقف إطلاق النار مع نهاية اليوم الديني دون تقديم مبررات واضحة.


انفجارات وتحذيرات جوية


بحسب تقارير محلية وأمنية، بدأت التحذيرات من الغارات الجوية بعد دقائق من منتصف الليل، وتوسعت تدريجيًا لتشمل مناطق وسط أوكرانيا. وفي كييف، حثت الإدارة العسكرية السكان على التوجه فورًا إلى الملاجئ، مشيرة إلى خطر داهم دون تفاصيل إضافية.
في مدينة ميكولايف، أكد رئيس البلدية أولكسندر سينكيفيتش سماع دوي انفجارات قوية، إلا أنه لم يحدد إن كانت ناجمة عن تفعيل أنظمة الدفاع الجوي أو عن ضربات مباشرة من قبل القوات الروسية. هذا الغموض يعكس تحديًا مستمرًا في رصد وتأكيد تفاصيل العمليات الميدانية في ظل الحرب الإلكترونية والإعلامية المتبادلة.

موضوعات متعلقة