صراع الأفكار والميدان في سباق الانتخابات الرئاسية التونسية 2024
بدأ المرشحون الثلاثة للانتخابات الرئاسية، الرئيس الحالي قيس سعيد، وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي، والناشط السياسي العياشي الزمال، حملاتهم الانتخابية عبر وسائل متعددة تشمل الرسائل الكتابية أو المرئية، فضلاً عن اللقاءات المباشرة مع المواطنين في المحافظات الداخلية.
في يوم الأحد، نشر الرئيس قيس سعيد بيانه الانتخابي الأول تحت شعار "الشعب يريد"، وهو نفس الشعار الذي رفعه في انتخابات 2019. وأعاد سعيد في بيانه التذكير بثورة 2011 التي اعتبر أنها تم "سرقتها"، مؤكدًا أن الحريات والديمقراطية في عهده مضمونة، ومشيرًا إلى أن إجراءات 25 يوليو 2021 كانت ضرورية لحماية الشعب التونسي ومواجهة الفساد. ووجه سعيد انتقادات لاذعة لبعض منتقديه، واصفًا إياهم بـ "الأبواق المسعورة المأجورة"، وأكد أن ما يتظاهرون به من دفاع عن الديمقراطية هو مجرد كذب، متهمًا هؤلاء بأنهم يتظاهرون تحت حماية الأمن وبعدد قليل من المشاركين.
وأضاف سعيد أن هناك تناقضات بين الجماعات التي كانت تتبادل التهم ولكنها تجتمع اليوم في نفس المظاهرات، معلقًا على أن ما يظهر للعلن هو مجرد تحالفات زائفة تهدف إلى الحفاظ على المنظومة السياسية مع تغيير في الشكل فقط. وأكد سعيد أن إجراءات 25 يوليو 2021 كانت ضرورية لمواجهة الفساد والتهريب والإرهاب، وتهدف إلى إنقاذ الدولة وتحقيق مطالب المواطنين.
وفيما يتعلق بالاقتصاد، شدد سعيد على ضرورة إعادة بناء الاقتصاد الوطني والمؤسسات العامة بعد تطهيرها، وتعهد بعدم التراجع عن تطهير البلاد وإزالة جميع العقبات مهما كانت. وطلب من التونسيين المشاركة بكثافة في الانتخابات لمواصلة النضال من أجل تحقيق تطلعات الشعب.
في المقابل، أكد المرشح العياشي الزمال، الذي يقبع حاليًا في السجن بتهم تتعلق بتزوير التزكيات الانتخابية، أن التونسيين لا يزال لديهم فرصة لتغيير الأوضاع نحو الأفضل. في فيديو نشر قبل توقيفه، تعهد الزمال بالعمل على بناء مستقبل أفضل لكافة فئات المجتمع، ومحاربة البطالة، وتطوير القطاع الفلاحي، وتحسين الخدمات الصحية والإدارة العامة، إضافة إلى معالجة الأزمة الاقتصادية.
أما زهير المغزاوي، فقد اختار القيام بحملة ميدانية، حيث زار عددًا من المحافظات مثل الكاف والقيروان ومنطقة الفحص بولاية زغوان، والتقى بالمواطنين في المقاهي والأسواق للاستماع إلى مشاغلهم، خاصة الاقتصادية منها. كما جدد مطالبته لهيئة الانتخابات بتنظيم مناظرة تلفزية مع الرئيس الحالي، كما كان الحال في انتخابات 2019.