اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
الإغاثة تحت النار.. خطة تجريبية أمريكية في غزة تثير جدلًا حول الأمن والفعالية الحكومة السورية والأكراد على صفيح ساخن.. مطالب كردية بتطبيق اللامركزية ونفي السعي للانفصال قمة القاهرة.. السيسي والبرهان يبحثان مستقبل السودان بين تحديات الحرب وآفاق الإعمار أزمة البحر الأحمر.. التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين بين أهداف الردع وتعقيدات الواقع العسكري المعنويات صفر .. أزمة غير مسبوقة في صفوف جنود جيش الاحتلال بسبب ”الأمر 77” ! بوتين يوجه الشكر لكوريا الشمالية ويشيد ببطولات جنودها في ساحة القتال ضد أوكرانيا توسيع جبهات الحرب.. مخاوف أمريكية من التدخل العسكري الكوري الشمالي في أوكرانيا وزير المال اللبناني: رد أموال المودعين على 3 مراحل.. وتسييل الذهب «غير وارد الآن» غزة تحت النار.. مجازر الاحتلال بحق المدنيين في واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية المعاصرة الضرب تحت الحزام.. إيران تحبط هجوماً إلكترونياً «كبيراً ومعقّداً» استهدف بنيتها التحتية مأزق الخطوط الحمراء.. إيران ترفض الضغوط والمفاوضات تتعثر بين طهران وواشنطن قناة السويس المصرية.. تاريخ طويل من التضحيات يتحدى أكاذيب ترامب

مأزق الخطوط الحمراء.. إيران ترفض الضغوط والمفاوضات تتعثر بين طهران وواشنطن

 إيران
إيران

في تطور لافت يعكس تعقيدات الأزمة النووية الإيرانية، أعلنت لجنة السياسات الخارجية بالبرلمان الإيراني أن نائب وزير الخارجية، تخت روانجي، أكد خلال اجتماع رسمي أن طهران "لم ولن تتفاوض" حول ما تعتبره خطوطها الحمراء الثلاثة: مواصلة تخصيب اليورانيوم، الحفاظ على القدرات الدفاعية، وضمان استمرار قوتها الإقليمية. وشدد روانجي على أن تركيز بلاده في الوقت الراهن ينحصر حصرياً في الملف النووي، مع رفض قاطع لأي محاولات لإضافة ملفات جديدة أو فرض شروط إضافية ضمن المفاوضات.
وجاء هذا التصريح خلال اجتماع للجنة عقد حيث قدم روانجي تقريراً مفصلاً عن الجولة الثالثة من المفاوضات مع الولايات المتحدة، التي جرت بوساطة سلطنة عمان.
وكانت الجولة الثالثة من هذه المحادثات قد اختُتمت في العاصمة العُمانية مسقط يوم السبت، وسط أجواء وصفت بالحذرة، وأعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عن استئنافها في 3 مايو المقبل عبر اجتماع رفيع المستوى. وأوضح البوسعيدي أن المفاوضات ركزت على "بناء اتفاق قائم على الاحترام المتبادل والالتزامات الدائمة"، ما يعكس المساعي لتجنب تكرار إخفاقات الاتفاقات السابقة.

تفاصيل المطالب الإيرانية

ووفقاً لما نقله المتحدث باسم لجنة السياسة الخارجية، إبراهيم رضائي، فإن إيران وضعت حزمة مطالب رئيسية كشرط أساسي لأي تقدم تفاوضي. وتضمنت المطالب:
رفع شامل للعقوبات المفروضة على قطاعات النفط والبتروكيماويات والغاز والشحن والعلاقات المالية والمصرفية.


الإفراج عن الأموال والأصول الإيرانية المجمدة في الخارج.


إنهاء العقوبات التجارية والصناعية والمعدنية، بالإضافة إلى رفع القيود على قطاعات النقل والتأمين.


شطب إيران من ملفات مجلس الأمن الدولي ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يعيد إلى طهران وضعاً طبيعياً على الساحة الدولية.


وأوضح روانجي أن المفاوضات شملت لقاءات تقنية وفنية إلى جانب اجتماعات على مستوى رؤساء الوفود، معتبراً أن الجولة الحالية كانت "إيجابية نسبياً"، خصوصاً مع غياب أي تهديدات أو سلوكيات عدائية. وأشار إلى أن الجولات القادمة ستدخل في تفاصيل أكثر حساسية، رغم أن مكان انعقادها لم يُحسم بعد.


قراءة أوسع للمشهد


اللافت أن إيران، رغم انخراطها في هذه المحادثات، تتعامل بحذر بالغ. إذ أكد روانجي أن طهران لا تربط اقتصادها بمخرجات التفاوض ولا تراهن عليها بشكل مفرط. بل تسعى إلى توسيع دائرة تنسيقها مع الصين وروسيا، ما يمنحها أوراق ضغط إضافية في مواجهة واشنطن وحلفائها.
ويُذكر أن التواصل الإيراني-الأميركي ما يزال غير مباشر بمعظمه، وإن شهدت الجولة الأولى من المحادثات لقاءً قصيراً وجهاً لوجه، في سابقة منذ عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
وتُصر طهران على الطابع السلمي لبرنامجها النووي، رافضة اتهامات الغرب بالسعي نحو تطوير أسلحة نووية. ويعود جزء كبير من التصعيد الحالي إلى قرار إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أُبرم في 2015، ما دفع إيران لاحقاً إلى رفع مستوى أنشطة التخصيب بشكل تدريجي.

المأزق القائم


تكشف هذه التطورات أن المفاوضات دخلت مرحلة دقيقة، حيث تصطدم إرادة الوصول إلى تسوية بواقع اشتداد الشروط المتبادلة. وبينما تسعى إيران إلى الحصول على ضمانات اقتصادية واضحة وشطب ملفاتها الدولية، تتمسك الولايات المتحدة وشركاؤها بتقييد البرنامج النووي الإيراني وضمان آليات رقابة صارمة.
وفي ظل هذه المعادلة المعقدة، يبدو أن الجولة القادمة ستكون اختباراً حقيقياً لجدية الطرفين وقدرتهما على كسر الجمود الحالي قبل أن تتفاقم الأزمة نحو مزيد من التصعيد.

موضوعات متعلقة