هدنة غزة والعودة الحزينة.. بقلم محمود نفادي
كل من يترك وطنه ويغادره، وكل من يترك داره ويغادرها؛ عندما يعود إليه بعد غياب مهما كانت مدة الغياب تكون عودته إليه عودة سعيدة وهو يرى وطنه ويتقدم حيطان داره إلا الفلسطينيين أبناء غزة الذين عادوا اليوم بعد سريان الهدنة الإنسانية بين حركة المقاومة حماس والاحتلال الإسرائيلي؛ فكانت عودتهم إلى ديارهم عودة حزينة لأنهم وجدوا الديار قد تهدمت وذكريات الطفولة والماضي قد ضاعت تحت الأنقاض.
الفلسطينيون شاهدوا بأعينهم الأهل والزملاء والأصدقاء وهم جثثًا هامدة تحت الأنقاض؛ لم يتمكنوا من دفنها، أو أن يلقوا عليها نظرة الوداع عليها.
لقد تابعتُ وشاهدتُ عبر شاشات التلفزيون الصور التي نقلت اليوم لأطفال غزة الذين ما زالوا على قيد الحياة والدموع تملأ أعينهم والحزن يدمي قلوبهم على ديارهم التي تهدمت وأحبائهم الذين قضوا تحت الأنقاض وغابت الفرحة عن وجوههم والابتسامة عن عيونهم، كيف لا وعودتهم لديارهم عودة حزينة تملأ قلوبهم؛ فما أصعب العودة اليوم لأطفال ونساء وشيوخ غزة الذين ظلوا على قيد الحياة، وهم يتفقدون أطلال وركام وأنقاض ديارهم.
ويكفي أن الكلمة الوحيدة التي كانت على ألسنة الجميع بعد أن عادوا إلى ديارهم المتهدمة وذكرياتهم الضائعة: حسبي الله ونعم الوكيل.
وأنا أقول معهم حسبنا الله ونعم الوكيل في إسرائيل وكل من ساند ودعم إسرائيل.