اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
بدء فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية في الجزائر ميقاتي: ندين العدوان الإسرائيلي على عناصر الدفاع المدني في بلدة فرون جامعة الدول العربية تراقب الانتخابات النيابية في الأردن.. اتفاقية رسمية اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ينتخب مجلس إدارته الجديد ساعة الفيل في واحة الملك سلمان.. عمرها 800 عام من العصر الذهبي للحضارة الإسلامية مقتل 3 من الدفاع المدني اللبناني في هجوم إسرائيلي بعد قتل الناشطة الأمريكية آيسينور ازجي.. رابطة العالم الإسلامي تحدد آلية لحماية الفلسطينيين عائلات المحتجزين: حماس وافقت على صفقة تبادل في يوليو ونتنياهو يتلاعب بالمفاوضات مفتي الديار المصرية: الإصدارات العلمية للأزهر الشريف تتسم بمنهجية دقيقة لتبسيط القضايا الفكرية الأزهر الشريف يعلن انطلاق اختبار العقيدة بالبرنامج العلمي النوعي الاثنين المقبل مرصد الأزهر يحذر من سعي نتـ نيا هو لإشعال حرب دينية شاملة تهدد المنطقة برمتها رئيس الأعلى للإعلام: مصر حريصة على تعزيز التعاون مع جميع الدول الإفريقية

قصة النبي إبراهيم عليه السلام مع النمروز وبناء الكعبة.. «أولو العزم من الرسل2»

الكعبة المشرفة
الكعبة المشرفة

في أرض فاران، وفي عائلة نبوية، وُلِدَ سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي أصبح لاحقًا من أعظم الأنبياء والرسل في التاريخ الإسلامي. وقد كُرِّسَت حياته للعبودية الخالصة ونشر التوحيد، هذا النبي الكريم الذي يعد واحدًا من أولو العزم من الرسل وهم: نوح وموسى، وإبراهيم، وعيسى، ومحمد صلى الله عليهم وسلم.

طفولة إبراهيم: كانت طفولة إبراهيم مليئة بالتأمل والبحث عن الحق. وفي وسط مجتمع وثني يعبد الأصنام، كان إبراهيم يشعر برغبة قوية في البحث عن إله واحد حقيقي. وفي سن مبكرة، أدرك الله وجود قلب مستقيم في هذا الشاب الطموح.

رؤيا النبوة: وفي لحظة لاحقة من حياته، أظهر الله لإبراهيم رؤيا نبوية تخبره بأنه قد اختُير لرسالة عظيمة. رأى إبراهيم في رؤياه أنه يُكلَّم الناس ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد.

مواجهة المجتمع الوثني: عندما كبر إبراهيم، بدأ يواجه تحديات كبيرة في مجتمعه الوثني الذي كان يعبد الأصنام. رغم محنه ومعاناته، استمر إبراهيم في دعوته إلى التوحيد ورفض عبادة الأصنام.

قصة بناء الكعبة المشرفة:

جاء في الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس الذي سبق ذكر أجزاء منه وفيه: «ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ فَصَنَعَا كَمَا يَصْنَعُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ وَالْوَلَدُ بِالْوَالِدِ، ثُمَّ قَالَ: يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ. قَالَ: فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ. قَالَ: وَتُعِينُنِي؟ قَالَ: وَأُعِينُكَ. قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَا هُنَا بَيْتًا، وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا. قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَا الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ، فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِي بِالْحِجَارَةِ وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِي، حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ بِهَذَا الْحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ فَقَامَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ وَهُمَا يَقُولَانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، قَالَ: فَجَعَلَا يَبْنِيَانِ حَتَّى يَدُورَا حَوْلَ الْبَيْتِ وَهُمَا يَقُولَانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}» (البخاري: 3364.

رحلة الأنبياء: كما ورد في القرآن، أُرْسِلَ إبراهيم كرسولًا إلى الناس، وكان لديه القدرة على الحوار السلمي وتوجيه الدعوة بحكمة. رافقته في رحلته زوجته سارة وابنه إسماعيل عليهم السلام.

تضحية إبراهيم وإسماعيل: تشكل أحداث قصة التضحية المشهورة لإبراهيم وابنه إسماعيل ذروة حياته. عندما أمره الله بأن يضحي بابنه الوحيد، كان إبراهيم مستعدًا لتحقيق هذا الأمر الصعب كتجربة للإيمان والطاعة. ولكن الله بدلًا من ذلك، أرسل ذبحًا من السماء وفَدى إسماعيل بفداء عظيم

تدور قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام والنمروز حول أحداث غنية بالعبر والتعليمات التي يمكن استخلاصها. تعد هذه القصة جزءًا من التراث الإسلامي وتعكس قوة الإيمان والتوكل على الله في وجه التحديات الكبيرة.

سياق القصة: كانت هناك تحديات كبيرة تواجه المؤمنين في زمان سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث كان النمروز يعد واحدًا من أشرس الوحوش في تلك المنطقة. كان يعيش هذا الوحش في غابات كثيفة وكان يشكل تهديدًا كبيرًا على البشر والحيوانات.

تحدي النمروز: قرر سيدنا إبراهيم أن يواجه هذا التحدي بالرغم من مخاطره الكبيرة. وبفضل إيمانه القوي وثقته في الله، انطلق إبراهيم نحو مواجهة النمروز. كان قلبه يملأه اليقين بأن الله معه وسيحميه في هذه المحنة، وقبل أن يبدأ سيدنا إبراهيم رحلته لمواجهة النمروز، توجه إلى مكة المشرفة للدعاء والتضرع إلى الله. كانت صلاته خاصة ومليئة بالتوكل والتضرع، حيث طلب من الله قوة وتوفيق لتحقيق هذا الفعل العظيم.

اللقاء مع النمروز: عندما واجه إبراهيم النمروز، كانت المعركة شرسة. لكنه بتوجيه من الله وبقوة الإيمان، استطاع إبراهيم أن يهزم الوحش الضاري ويضع حدًا لتهديداته على المنطقة.

التوكل على الله: تبرز قصة إبراهيم مع النمروز أهمية التوكل على الله والاعتماد على القوة الإلهية في مواجهة التحديات. كما تعكس القصة قيم الشجاعة والصدق والثقة في الله.

عبر القصة: يمكن استخلاص العديد من العبر من هذه القصة، منها أهمية الإيمان الصادق والثقة الكاملة في الله في كل المواقف. كما تظهر القصة قوة الإصرار والشجاعة في التغلب على الصعاب، وكيف يمكن للإنسان أن يحقق النجاح بتوكله على الله وبجهوده المخلصة.

الختام: تظل قصة سيدنا إبراهيم مع النمروز رمزًا للقوة والصمود في وجه التحديات، وتبقى مصدر إلهام للمسلمين لتعزيز قيم الإيمان والتوكل على الله في حياتهم اليومية، و تظهر قصة سيدنا إبراهيم وتحدي النمروز قيم الإيمان، والثقة في الله، والشجاعة. تعلمنا من هذه القصة أنه حينما يكون الإنسان على صفيح ساخن، يمكنه تحقيق المستحيل بالاعتماد على الله واستخدام الحكمة والشجاعة.