اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

بوركينا فاسو.. مستقبل التعدين تحت ضغوط الأزمات والتحديات

التعدين في بوركينا فاسو
التعدين في بوركينا فاسو

أثار إعلان رئيس المجلس العسكري في بوركينا فاسو، النقيب إبراهيم تراوري، عن عزم بلاده سحب تراخيص بعض شركات التعدين الأجنبية تساؤلات عديدة حول دلالات هذه الخطوة وتأثيراتها المحتملة على قطاع التعدين والاقتصاد الوطني.

تفاصيل القرار


أعلن تراوري أن الحكومة تخطط لإنتاج المزيد من الذهب محليًا، مشيرًا إلى أنه لا يرى سببًا لاستمرار السماح لشركات متعددة الجنسيات بالتعدين في البلاد. ورغم عدم تحديد الشركات المعنية، فإن الخطوة تعكس توجهًا نحو تعزيز السيطرة الوطنية على الموارد الطبيعية.

الشركات المعنية
حاليًا، تعمل أربع شركات رئيسية في مجال التعدين في بوركينا فاسو، منها "إنديفور مايننج" و"وست أفريكان ريسورسز" و"نوردجولد" و"أوريزون جولد كوربوريشن". ويظل مصير هذه الشركات غامضًا، مما يفتح المجال للتكهنات حول احتمالية منح شركات أخرى، مثل الصينية والروسية، فرصًا أكبر في المستقبل.

التحديات الأمنية
تواجه عمليات استخراج الذهب في بوركينا فاسو تحديات كبيرة، خاصة مع تصاعد الهجمات من الجماعات المسلحة. وقد أدت هذه الهجمات إلى مقتل أكثر من 8000 شخص، مما يزيد الضغط على المجلس العسكري الذي وعد بتحقيق الأمن والاستقرار.

آراء الخبراء
المحلل الاقتصادي إبراهيم كوناتي اعتبر أن إعلان تراوري يعكس نوايا الحكومة، لكنه لم يقدم تفاصيل كافية حول التنفيذ الفعلي. في المقابل، رأى المحلل السياسي قاسم كايتا أن الخطوة قد تكون غير محسوبة، حيث تفتقر الشركات المحلية إلى الإمكانيات اللازمة لاستخراج الذهب دون الدعم الأجنبي.

مستقبل التعدين في بوركينا فاسو
إذا نفذت الحكومة خطتها لسحب التراخيص، فقد يتجه الذهب والموارد الأخرى نحو شركاء مثل روسيا، في مقابل الدعم العسكري والأمني. ومع ذلك، يبقى التنفيذ الفعلي للخطط متوقفًا على قدرة الحكومة على إدارة التحديات الأمنية والاقتصادية بشكل فعال.

حملة ترهيب إلكترونية.. أنصار تراوري يقمعون المعارضة في بوركينا فاسو

شنّ أنصار رئيس بوركينا فاسو الانتقالي، النقيب إبراهيم تراوري، حملات مكثفة على الإنترنت تهدف إلى ترهيب منتقدي النظام، وفقًا لمجلة "جون أفريك". تُظهر هذه الحملات كيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة معركة حيث يتعرض المعارضون لأساليب عدائية تتجاوز النقد السياسي.

تُعرف هذه المجموعة من الناشطين الإلكترونيين باسم "BIR C"، والتي تعني كتيبة التدخل السريع للاتصال. وتشير المجلة إلى أن أساليبهم تشمل الترهيب والتشهير العلني، وحتى تهديد عائلات الأشخاص الذين يعبرون عن آراء معارضة. ورغم الطبيعة العدوانية لهذه الهجمات، يبدو أن السلطات في بوركينا فاسو تتغاضى عنها، مما يخلق بيئة من الإفلات من العقاب لهذه الكتيبة.

تسبب هذا المناخ في زيادة الخوف لدى المواطنين، ودفع الكثيرين إلى الرقابة الذاتية، حيث أصبحوا أكثر حذرًا من التعبير عن آرائهم. وتختلف مهام "BIR C" عن تلك الخاصة بالقوات العسكرية التي تركز على مكافحة الإرهاب، حيث تركز هذه الكتيبة على تعزيز صورة الحكومة الانتقالية وإسكات الأصوات المعارضة عبر الإنترنت.

منذ وصوله إلى السلطة بعد انقلاب عسكري في عام 2022، واجه تراوري تزايدًا في الاستياء الشعبي، لا سيما مع استمرار التحديات الأمنية التي تعاني منها البلاد. وفي هذا المناخ السياسي المتوتر، تعمل "BIR C" بنفوذ كبير لتعزيز الروايات المؤيدة للحكومة وكبت الأصوات المعارضة.


موضوعات متعلقة