اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
التحولات الأمنية في ظل التوتر العسكري.. الحوثيون يعززون قبضتهم وسط مخاوف من اختراقات داخلية الاثنين.. الجامع الأزهر يناقش عدة المرأة في ملتقى فقهي يجمع بين الشرع والطب وزير الخارجية لنظيره البوليفية: مصر ملتزمة وتحترم جميع الأحكام القضائية الدولية ما حكم رد الدين إذا كان ذهبا بعملة أخرى؟.. الإفتاء توضح هل يجوز استلاف مبلغ لأداء العمرة؟.. الإفتاء تجيب الأمين العام لهيئات الإفتاء بالعالم: تحالف الأمم المتحدة للحضارات يمثل منصة لإعادة بناء جسور الثقة أمين الشئون الإسلامية يؤكد من داغستان قيم التسامح والسلام أساس بناء المجتمعات التعداد السكاني في العراق.. بين الغموض والجدل والتحديات المالية مادة 217.. بين السيادة والتكامل الإفريقي... الجدل الدستوري الذي يقسم الكونغو 44176 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة وزير الأوقاف المصري: هدفنا إعداد واعظات ذات مهارات إعلامية وإيجابية نتنياهو في مرمى المحكمة الجنائية.. إسرائيل على شفا العزلة الدولية

محمد سلماوي: جرة قلم.. شخصية العام

الطفل الفلسطيني شخصية عام 2023
الطفل الفلسطيني شخصية عام 2023

كتب محمد سلماوي في صحيفة "الأهرام" تحت عنوان جرة قلم:

ما إن يقترب العام من نهايته حتى يبدأ المراقبون في مراكز الاستطلاع الدولية في رصد أحداث العام المنصرم لاختيار الشخصية التي كان لها التأثير الأكبر في الأحداث في العالم، وتصوري أننا إذا افترضنا تحرر تلك الجهات الدولية من الانحيازات الفاضحة التي طفحت على سطح الحياة السياسية في الغرب منذ بداية الحرب الإسرائيلية الحالية في غزة؛ فإن الاختيار يجب أن يقع على الطفل الفلسطيني ليكون هو شخصية عام 2023؛ فلم يحدث أن استحوذت شخصية على الاهتمام العالمي مثلما حدث مع الطفل الفلسطيني بصرخاته التي تصم الآذان، وبتعبيرات الفزع على وجهه، وبجثامينه التي فاقت أعدادها الضحايا من الأطفال في أي حرب أخرى منذ سنين، فقد تخطى عدد الأطفال الذين اغتالتهم آلة الحرب الإسرائيلية في حرب الإبادة الوحشية التي دخلت الآن أسبوعها العاشر؛ ثمانية آلاف طفل لم يحمل أحد منهم السلاح في وجه القوات الإسرائيلية الغازية، فبعضهم لم يصل إلى سن دخول المدارس بعد، وبعضهم الآخر كان ما زال رضيعًا سبقت شهادة وفاته إصدار شهادة ميلاده، وإذا كان الرأي العام العالمي قد انتفض بشكل لم يسبق له مثيل ضد الدموية والهمجية التي تمارسها دولة الاحتلال الصهيونية في حربها الحالية في غزة؛ فإن الجزء الأكبر من مشاعر الغضب التي عبرت عنها جماهير المتظاهرين في مختلف أنحاء العالم إنما يعود لهذا العدد الهائل من الأطفال الذين اغتالتهم إسرائيل بدم بارد في استهدافها لمنازل المدنيين ولمدارس الأطفال وللمستشفيات ودور العبادة، وقد هدمتها كلها فوق رؤوس من فيها، لقد أصبحت صورة كل طفل من أطفال غزة الذين عرفوا الشهادة قبل أن يعرفوا معنى الحياة، هي أيقونة الحرب الدموية التي تجري في غزة، والتي انتقلت أيضًا إلى الضفة الغربية رغم عدم وجود لجماعة حماس هناك التي تدعي إسرائيل أن الهدف من الحرب هو القضاء عليها، إن وجه الطفل الفلسطيني الحزين المغطى برماد ركام البيوت التي تهدمت في غزة أصبح هو التجسيد الرمزي لضحايا تلك الحرب الدموية، لقد سيطر الطفل الفلسطيني على مخيلة الجماهير في مختلف أنحاء العالم، وهو الذي حركها للتعبير عن غضبها بشكل لم نعهده من قبل.