السودان.. نزوح جماعي من ودمدني إثر ارتفاع وتيرة المعارك
أدَّى ارتفاع وتيرة المعارك الضارية، التي تدور لليوم الثاني على التوالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة ودمدني، إلى نزوح جماعي للسكان.
وتقع مدينة ودمدني جنوب العاصمة الخرطوم، على مسافة تبلغ نحو 200 كيلومتر، وتُعد العاصمة الاقتصادية للبلاد بعد الخرطوم، وهي كذلك واحدة من أكثر المدن السودانية، التي استضافت النازحين من الحرب في الخرطوم.
وذكروا أن المعارك احتدمت في منطقة "حنتوب" على الضفة الشرقية للنيل الأزرق، الفاصل بينها وعمق مدينة "ودمدني"، مشيرين إلى وقوع اشتباكات منفصلة داخل السوق الكبير لـ"ودمدني"، في وقت تواصل فيه تحليق الطيران الحربي فوق سماء المدينة.
وتداولت حسابات مرتبطة بقوات الدعم السريع فيديوهات تشير إلى سيطرتها على أجزاء من مدينة ودمدني، بجانب السيطرة على منطقة "حنتوب" في الاتجاه الشرقي لودمدني.
وتواصلت حركة النزوح الجماعي للمواطنين من مناطق الاشتباكات بمدينة ودمدني، عبر السيارات أو مشيًا على الأقدام هربًا باتجاه المناطق الآمنة في الأحياء الغربية، ولآخرين عبروا إلى مدينة "المناقل" المجاورة وولاية "سنار".
وتداول ناشطون فيديوهات تُظهر مواطنين يحملون أمتعتهم على ظهورهم وأيديهم ويغادرون منازلهم هربًا من الاشتباكات المندلعة.
وتأتي التطورات الجديدة نتيجة لمعارك اندلعت يوم أمس الجمعة، بصورة مفاجئة، على تخوم مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة من الجهة الشرقية، بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وهذه هي المرة الأولى التي تنتقل فيها المعارك فعليًّا إلى واحدة من كبريات المدن السودانية في الولايات الخالية من الصراع، الذي يدور في البلاد منذ الـ15 من شهر إبريل الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ويشهد السودان حربًا طاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع، تركزت في العاصمة الخرطوم، وإقليم دارفور وأجزاء من كردفان، وخلَّفت نحو 12 ألف قتيل، وأكثر من 7 ملايين نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة.
وتعثرت في الـ3 من الشهر الجاري، جولة محادثات السلام في جدة، بعدما فشل الطرفان في الالتزام بتنفيذ إجراءات بناء الثقة التي اتفقا عليها، في شهر نوفمبر الماضي.