مساجد قطر التراثية.. «كتارا» روح دينية تتجسد في هندسة الأمس وفنون اليوم
نسعى في «اتحاد العالم الإسلامي» إلى نشر التوعية الدينية بكل الأمور الشرعية؛ وعليه نخصص قسم «مساجد ومنابر» لنشر معلومات حول المساجد التاريخية في جميع ربوع العالم العربي والإسلامي والتي تشهد على حضارة إسلامية ممتدة في ربوع الأرض شامخة ضاربة بجذورها في تاريخ الزمن.
تشتهر دولة قطر بتاريخها الغني والحضاري العريق، وتعد المساجد التاريخية من بين الآثار التي تروي قصة ازدهار هذه الأرض وتلاحم بين التراث الأصيل والحداثة المتقدمة. وفي هذا السياق، تستمر المساجد في تجسيد الهوية الإسلامية والتقاليد الثقافية لسكان قطر.
وفي إطار الحفاظ على التراث الإسلامي الثري، تبرز المساجد في دولة قطر كشهادة حية على الروح الدينية والفنية التي تمتزج في بناء هذه المساجد. وتعتبر هذه المساجد معالم مهمة تروج لتاريخ الإسلام في المنطقة، وتشكل مساجد قطر واجهة جذابة للزوار والمقيمين على حد سواء.
يتميّز مسجد كتارا بموقعه في قلب الحي الثقافي كتارا، ويُقدّم تجربة بصرية مذهلة تكتمل روعتها مع بلاط الفسيفساء الفيروزي والأرجواني اللامع الذي يزيّن جدرانه الخارجية. صُمم المسجد على يد المعمارية الشهيرة زينب فاضل أوغلو، وقد اهتمّت بتصميم قاعته الداخلية بما لا يقل جمالاً عن واجهته الخارجية، فيتميّز التصميم الداخلي بأجوائه الدافئة والمضيئة التي تزيّنها الأنماط الملونة و الثريا المركزية الكبيرة في إبداعٍ تكتمل معه واجهة المسجد. يُعد الحي الثقافي كتارا وجهة مثالية للعائلات، ويضم العديد من المطاعم، بالإضافة إلى متنزه رائع، وقاعات للحفلات موسيقية، ومعارض، ومسارات للجري وركوب الدراجات وسط المناظر الطبيعية الخضراء المجاورة لتلال كتارا.
مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب
شُيّد جامع الإمام مُحمَّد بن عبد الوهاب في عام 2011 ليكون بمثابة مسجد الدولة، ويتمتع هذا الصرح بمساحة تستوعب 30,000 مصلٍ، كما يتزيّن بفنون العمارة الإسلامية الجميلة والأصيلة والأجواء الساحرة، وتكتسي أرضيته بالسجاد المزخرف والمنسوج يدوياً، وتتألق الأسقف بـ 28 ثريا تُخفِت إضاءتها تلقائياً للتكيّف مع ضوء النهار الطبيعي الذي يتدفق عبر نوافذها. يتميّز المسجد بموقعه القريب من العديد من المعالم السياحية ووجهات التسوق، ومنها ذا جيت مول وسيتي سنتر مول.
تعمل الحكومة
تعكس هذه المساجد التاريخية مثل مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب تفرد الهوية القطرية وروح المجتمع المضياف، حيث تستمر في جذب السكان المحليين والزوار من مختلف أنحاء العالم. يعتبر الاهتمام بالمساجد التاريخية والحفاظ عليها جزءًا من التزام قطر تجاه تاريخها وتراثها الثقافي.
وتعمل الحكومة القطرية بجد للحفاظ على هذا التراث الثقافي القيم، من خلال دعم المشاريع الرامية إلى الحفاظ على المساجد التاريخية وترميمها بشكل دوري. يسهم ذلك في تعزيز الوعي بالتراث الإسلامي وجعل مساجد قطر جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية القطرية.