هؤلاء لا يستحقون التهئنة بالعام الجديد.. بقلم محمود نفادي
ونحن نستعد لاستقبال العام الميلادي الجديد 2024، يتبادل الناس التهانئُ فيما بينهم وتنتشر رسائل المعايدة بالعام الميلادي الجديد بكل لغات العالم، كما تمتلئ صفحات السوشيال ميديا برسومات ومنشورات التهانئ بالعام الميلادي الجديد.
ولعل من الأخبار التي توقفت أمامها كثيرًا ونشرت على جميع وسائل الإعلام التقليدية وغير التقليدية ووكالات الأنباء العالمية، خبر قرار الرئيس الروسي «فيلاديمير بوتين» استبعاد «بنيامين نتنياهو» رئيس الوزراء الإسرائيلي من لائحة التهانئ بالعام الميلادي الجديد من بين 30 زعيمًا على مستوى العالم بعث إليهم «بوتين» تهنئة العام الجديد.
وأشار الخبر إلى أن قرار «بوتين» باستبعاد «نتنياهو» من تقديم التهنئة له بالعام الجديد يرجع إلى استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وارتكاب الاحتلال الإسرائيلي أكبر مجازر شهدها التاريخ الحديث ضد الشعب الفلسطيني في غزة وقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ بدون رحمة أو شفقة؛ مما استوجب ألا يستحق تقديم التهنئة له بالعام الجديد.
وربما كان يقصد بوتين أنه إذا كان عام 23 شهد المجازر والمذابح الإسرائيلية وحرب الإبادة الجماعية ضد شعب غزة، فإنه يتمنى ونحن جميعًا معه -ليس كمسلمين فقط- ولكن أن تدعو جميع شعوب العالم والإنسانية الله أن يشهد عام 2024 نهاية هذه المجازر وهذا العدوان ورحيل نتنياهو، ليس رحيله من على كرسي الحكم في إسرائيل ورئاسة الوزراء ولكن رحيله من الحياة.
وإذا كان الرئيس الروسي بوتين قد اتخذ هذا القرار، فإني كرئيس تحرير لموقع «اتحاد العالم الإسلامي» بالتأكيد وضعت قائمة تتضمن استبعاد بعض الشخصيات الذين لا يستحقون أية تهنئة بالعام الجديد.
ولعل في مقدمة هذه الشخصيات الرئيس الأمريكي «جو بايدن» الذي قدم كل دعم مادي وعسكري للاحتلال الإسرائيلي بهدف استمرار عدوانها على غزة وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وأصبح شريكا في هذا العدوان، بل إنه تجاوز الكونجرس الأمريكي واستخدم صلاحياته لتزويد إسرائيل بالمزيد من الأسلحة الفتاكة والأسلحة المحرمة لتنفيذ حرب الإبادة الجماعية ضد غزة، كما تضم القائمة أيضًا، المستشار الألماني الذي انحاز إلى إسرائيل انحيازًا أعمى؛ وأصدر العديد من التصريحات والبيانات لدعم العدوان الإسرائيلي على غزة، وأيضًا الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، وكذا رئيس الوزراء البريطاني، وغالبية قادة الاتحاد الأوروبي الذين سارعوا إلى زيارة تل أبيب ودعم إسرائيل في حربها وعدوانها الوحشي والبربري على قطاع غزة.
وتضم قائمة من لا يستحقون التهانئ بالعام الجديد حميدتى قائد ميليشيات الدعم السريع بالسودان الذي يخوض حربًا ضد شعبه وضد جيش بلاده ويصمم على استمرار الحرب والعدوان والإبادة وقتل السودانيين والتسبب في نزوح الآلاف منهم داخل السودان وخارجه، فهو لا يستحق أيه تهنئة بالعام الجديد، وأيضا ينضم إلى القائمة قائد الحوثيين الأول في اليمن عبد الملك الحوثى الذي يستمر في تفتيت وتقسيم اليمن وتنفيذ تعليمات وتوجيهات إيران ورغم محاولته لغسل يده مما يجري في اليمن بإطلاق الصواريخ على السفن المتجهة لإسرائيل، إلا أن هذا لن يغفر له ما حدث في اليمن والتي كانت تسمى اليمن السعيد فأصبحت الأن تسمى "اليمن الحزين".
ولا يستحق التهنئة بالعام الجديد رئيس الحكومة المؤقتة في ليبيا عبد الحميد الدببة، الذي تمسك بالموقع والمنصب رافضًا كل المحاولات إلى توحيد كلمة الليبيين وإجراء انتخابات، ليعم الاستقرار على أرض ليبيا وينعم شعبها بالأمن والأمان؛ فإن عبد الحميد الدببة رجل تركيا على أرض ليبيا العربية لا يستحق أية تهنئة مني أو من آخرين بالعام الميلادي الجديد.
وأيضا الرئيس الأوكراني «زيلينسكي» الذي تسبب في الحرب الروسية الأوكرانية، وأصبح لعبة في يد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وأصاب العالم كله بأضرار مالية واقتصادية، بسبب هذه الحرب. كما لا يستحق التهنئة آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي الذي يسير في طريق يؤدي إلى مزيد من التوترات والنزاعات في القارة الإفريقية ورفضه توقيع اتفاق ملزم وقانوني لتقسيم مياه نهر النيل مع دول المصب، وهى مصر والسودان وفشل كل المحاولات والمفاوضات التي جرت، مصممًا على موقفه رغم علمه بأن قضية المياه هي قضية وجود للشعبين المصري والسوداني فهو لا يستحق أية تهنئة بالعام الميلادي الجديد.
وتضم قائمة من لا يستحقون التهنئة بالعام الميلادي الجديد كل من ينتمي تنظيميًا وفكريًا إلى جماعة الإخوان الإرهابية والذين يسيرون في طريق الإرهاب والتخريب وتدمير الشعوب، وأيضًا، تدمير العقول بهدف الوصول إلى الحكم وينفقون ملايين الدولارات من أجل تنفيذ مخططهم الشيطاني والجهنمي الذي وضعه مؤسس هذه الجماعة، حسن البنا منذ أكثر من 80 عامًا، فهم لا يستحقون أية تهنئة بالعام الميلادي الجديد.
كما لا يستحق التهنئة بالعام الميلادي الجديد كل من يدعو إلى المثلية ويدافع عنها ويتبنى أفكارها ويؤيدها مما يدفع العالم إلى الهاوية إذا انتشرت هذه الخطيئة، ولكن ارتباط وتماسك كثير من الشعوب العربية والإسلامية، وأيضًا بعض الشعوب الأجنبية-مثل الشعب الروسي والشعب الصيني- برفض المثلية يجعلنا نتفاءل بأنها لن يكون لها مكان على هذا الكون ولن تنتشر ولن تحقق أهدافها، ونتمنى أن يكون عام 2024 هو عام بداية النهاية لمثل هذه الأفكار التي تدمر القيم والمجتمعات، بل تدمر الجنس البشري.
كما لا يستحق التهنئة بالعام الميلادي الجديد كل من يسعى إلى نشر الأوبئة والأمراض والجراثيم والبكتيريا الفيروسية بهدف دمار العالم وإلحاق الضرر به كما حدث من كورونا وأخواتها والذي يعاني العالم منهم حتى يومنا هذا.
كما لا يستحق التهنئة بالعام الميلادي الجديد، وخاصة منا كشعوب مسلمة، كل من يعادي الإسلام في أية بقعة على أرض العالم، وكل من يدعم ظاهرة الإسلاموفوبيا ويلصق بالإسلام الاتهامات الباطلة ويدعي كذبًا وزورًا أن الإسلام دين تطرف وإرهاب، فهؤلاء لا يستحقون أية تهنئة بالعام الميلادي الجديد.
ولا يستحق التهنئة بالعام الجديد قادة طالبان الذين يحكمون أفغانستان بالحديد والنار ومنعوا النساء من العمل والدراسة، فهؤلاء لا يستحقون أية تهنئة بالعام الميلادي الجديد ومعهم الدواعش وأعضاء تنظيم القاعدة وكل تنظيم إرهابي على أرض هذا العالم لا يستحق أية تهنئة مني أو من غيري بالعام الميلادي الجديد.
بل أقول لهؤلاء جميعًا اذهبوا إلى الجحيم، وأيضا الجيش الديمقراطي بسوريا الذي يقاتل ضد جيش النظام الحاكم في سوريا؛ وندعو الله أن يكون عام 2024 عام محبة وسلام، ليس لشعوب العالم الإسلامي فقط، ولكن لكل شعوب العالم.