«حوار خاص».. مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف: تصاعد ظاهرة «الإسلاموفوبيا» في الغرب السبب الرئيس لظهور الإرهاب (2-2)
- نحتاج إلى أعمال درامية عربية وإسلامية لتصحيح المفاهيم ومكافحة التطرف
- الكراهية ضد المسلمين وإهانة الرموز الإسلامية تصرفات خاطئة تدفع للتطرف
- جماعة الإخوان تنظيم إرهابي يروّع الشعوب ويدمر البلدان
- الإسلام لا يميز بين الرجل والمرأة والأزهر خير ممثل للدين عالميًا
- أتمنى أن تتحد أصوات العالم الإسلامي وتنتهي الحروب والصراعات
لعل مواجهة المفاهيم المغلوطة التي تروج لها جماعات التطرف في مسائل تتعلق بالولاء والبراء، والجهاد، والتكفير، مهمة عظيمة لحماية المجتمعات العربية والإسلامية والعالم أجمع في خضم انتشار جماعات متطرفة تستخدم الفهم الخاطئ لتلك القضايا الدينية لترهيب وترغيب الشباب والمراهقين في الانضمام لقوافل الإرهاب التي تدمر البلدان وتشرد الشعوب.
ولحماية الشباب العربي والمسلم من الوقوع في براثن التطرف والإرهاب، وتفنيد والرد على الفكر المتطرف، وكذا تشجيع الجاليات والأقليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا ودول العالم المختلفة على التعايش وقبول عادات وقيم تلك المجتمعات واختلافها، كان دور مرصد الأزهر لمكافحة التطرف والذي كان لنا هذا الحوار في جزئه الثاني -لمطالعة الجزء الأول من الحوار اضغط هنا- مع الدكتورة رهام عبد الله سلامة المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، والتي كشفت لنا عن دور المرصد وآلية عمله في رصد وتفنيد والرد على الأفكار المتطرفة حول العالم باعتباره من أهم أدوار الأزهر الشريف الذي يعد حصن الإسلام السني في مصر والعالم العربي والإسلامي، وإلى نص الحوار:-
هناك أقليات إسلامية في كثير من دول العالم وهم من أبناء تلك الأوطان الذين أصبحوا مسلمين أو ولدوا لآباء مسلمين مهاجرين هناك، إلى جانب الجاليات الإسلامية في الخارج وهم من المسلمين الذين هاجروا من أوطانهم العربية والإسلامية إلى دول أوروبا وأمريكا وغيرها؛ هل من خلال عمل المرصد وجدتم نوعًا من التطرف في تلك الجاليات، أو الأقليات الدينية الإسلامية في بعض دول العالم؟
الأجيال الجديدة التي ظهرت هناك وصلت إلى الجيل الثالث من المسلمين في الدول الأوروبية وهم ألمان بالكامل والجالية المسلمة يندفع البعض منهم أحيانًا لنصرة الدين مثل الطالب الفرنسي الذي قتل معلمه لأنه أهان الرسول محمد صلى الله عليه وسلموهو وهو رد فعل على تصرف خاطئ وغير لائق من المعلم.
وهذا كله بسبب تصاعد ظاهرة الرهاب الإسلامي الإسلاموفوبيا، ولا يمكن وصفه بالتطرف لأنه رد فعل بسبب الكراهية التي يتعرض لها المسلمون في تلك المجتمعات، ونحن في المرصد نقوم بدورنا في توعية تلك الجاليات الإسلامية بضرورة الاندماج في تلك المجتمعات وهو حادث لدى الغالبية العظمى منهم والقلة التي تتجاوز هي قلة قليلة جدًا كما هو موجود لدى الديانات الأخرى.
جماعة الإخوان المسلمين وهي الأكبر انتشارًا عالميًا ومضى على وجودها أكثر من 70 عامًا وحكمت مصر عام 2013 ثم أزيحت بثورة 30 يونيو وتوصف بأنها منبع التطرف وساعدت في نشره في مصر ودول العالم ما دور المرصد في التعرض لتلك الجماعة؟
باعتبار جماعة الإخوان جماعة دينية سياسية وهو أمر داخلي بشكل كبير فنحن مع الدولة في وصفها بالجماعة الإرهابية التي أثرت بالسلب على الاستقرار وهي بالفعل قامت بأعمال مروِّعة وإرهابية وموقفنا هو موقف الدولة المصرية بتصنيفها جماعة إرهابية.
كلمة الجهاد هي الأكثر استخدامًا لدى الجماعات المتطرفة فهل تعرضتم لتوصيف لكلمة الجهاد؟
نعم قمنا بتبيان حقيقة الجهاد هل هو حرب هجومية أم دفاعية، وهل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يهاجم في غزواته الجهادية، أم كان دفاعًا عن الدين وعن الناس وقمنا بترجمة دراسة مفصلة وتأصيلية لهذا المفهوم للعديد من لغات العالم في إطار مواجهة الفكر المتطرف وتصحح المفاهيم المغلوطة لدى الجماعات المتشددة.
وكلمة السيف لم تأتِ إلا مرة واحدة فقط في القرآن الكريم وهو مصطلح يحمل معاني كثيرة وهو في معناه الأول جهاد النفس أولًا ولدينا جهات معنية بالجهاد وهي المؤسسات العسكرية وجيوش الدول وليس الأفراد أو الجماعات.
ورصدنا أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المسمى اختصارًا «داعش» أخرج الجهاد من مفهومه الحقيقي إلى مفهوم آخر وأنه مفهوم مرتبط بالعقيدة وأن من لم يجاهد فهو كافر وخارج عن الدين ولذلك قمنا بتفنيد تلك الشبهة والرد عليها.
برأيك هل الدراما العربية والإسلامية تقوم بدورها التوعوي والتثقيفي بوصفها من أهم أدوات التأثير الإعلامي لحماية الشباب ومواجهة ومكافحة الفكر المتطرف؟ وهل نحن بحاجة الآن إلى أعمال عربية إسلامية سينمائية ودرامية مشتركة لمواجهة الفكر المتطرف؟
نعم نحن بحاجة لمشروع عربي أسلامي كبير لبث المفاهيم الصحيحة للعقيدة الإسلامية والرد على الأفكار المتطرفة التي تتبناها الجماعات المتشددة والإرهابية، ونحن في المرصد قمنا بعمل قناة وثائقية ونقدم قريبًا فيلمًا عن قصة شاب في عمر المراهقة قمنا برعايته بعد أن تواصل معنا والده طالبًا الدعم لرصده تغيير وفكرًا متطرفًا لدى ابنه ووثقنا رعايتنا لهذا الشاب وتقديمه كنموذج لحماية نظرائه الشباب من هذا الفكر المتطرف.
كيف ترين ثقة الإمام الأكبر في قراره بتعيين مديرة لهذا المرصد صاحب الدور المهم وعلاقة هذا القرار بتمكين المرأة والرد على شبهات أن الإسلام يحرم المرأة ويمنعها من تولي المناصب القيادية؟
الأزهر لا يميز بين رجل وامرأة والتمييز العنصري أو بناء على النوع غير موجود في الإسلام بالأساس، والمرأة موجودة في الأزهر وقيادة بعض المؤسسات هو تطور لم يكن موجودًا من قبل والإمام الأكبر وضع ثقته في الدكتورة إلهام شاهين مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، والدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين
ختامًا رسالة توجهيها للعالم بشكل عام ولجموع المسلمين حول العالم من خلال موقع اتحاد العالم الإسلامي؟
أتمنى أن تتحد أصوات العالم الإسلامي وأصوات المسلمين ومواجهة التفرقة والاعتزاز بالدين والهوية ونثبت للعالم أن الدين الإسلامي دين سلام بالفعل ويكون موجود في واقعنا كما هو دور مؤسسة الأزهر كأكبر مؤسسة دينية، وأتمنى أن تنتهي الصراعات والحروب من العالم أجمع وتحية الإسلام هي السلام عليكم.