«شقاق عميق» في مجلس الحرب بجيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب غزة
وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" التابعة للاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، الحالة التي وصل إليها مجلس الحرب الإسرائيلي بـ "الشقاق العميق"؛ بسبب إشكالية استمرار الحرب على قطاع غزة، ومن ثم المخاطرة بأرواح عشرات الأسرى الإسرائيليين.
وقالت الصحيفة: إن وزير الدفاع السابق بيني غانتس وزميله المؤسس لكتلة "معسكر الدولة" الائتلافية، رئيس الأركان الأسبق غادي أيزنكوت، يتمسكان برؤية تنص على ضرورة الوصول إلى صفقة لإنقاذ الأسرى، ولو كان الثمن وقف الحرب.
ويتمسك رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، ووزير الدفاع "يوآف غالانت"، بمواصلة الضغط العسكري على حماس كوسيلة لتحرير الأسرى.
الصحيفة نبَّهت بأنه بعد مرور 100 يوم على الحرب، وبقاء 136 أسيرًا في غزة، بلغ الخلاف داخل مجلس الحرب ذروته، حيث يرى الفريق المؤيد للصفقة مقابل وقف الحرب، ضرورة البحث عن حل "من خارج الصندوق" وإعطاء أولوية لإعادة الأسرى مقابل وقف الحرب.
ولا يعني وقف الحرب من وجهة نظر "غانتس" و"آيزنكوت" التخلي عن أهداف الحرب، إذ يعتقدان أنه بالإمكان تدمير سلطة حماس في وقت لاحق.
مسؤول إسرائيلي: علينا أن نكف عن الكذب
وكشفت أنه خلال اجتماع مغلق، في الليلة بين السبت والأحد، ذكر آيزنكوت أنه "يتعين علينا أن نكف عن الكذب على أنفسنا، لنظهر شجاعة ونعمل نحو صفقة كبرى تعيد لنا المخطوفين". وقال إن الوقت ينفد وإن كل ساعة تمر تهدد أرواحهم، وبيَّن أنه لا يمكن الاستمرار بالأسلوب نفسه، وقال: "نسير كالأعمى".
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو وغالانت، على قناعة بأن الضغط العسكري وحده سيؤدي إلى صفقة، وأنه لا مجال لقبول وقف الحرب، كما يؤمنان بأنه لا مجال لصفقة بأي ثمن.
وبالأمس، شارك عشرات الآلاف من الإسرائيليين في حراك لإحياء ذكرى مرور 100 يوم على أسر عشرات الإسرائيليين، وألقى الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ الخطاب الرئيسي، واضطر للتوقف أكثر من مرة، في ظل هتاف المشاركين "عار عليكم".
الصحيفة رصدت أزمة أخرى بين نتنياهو وغالانت، على الرغم من اتفاقهما على حتمية مواصلة الحرب، ووصفت تلك الأزمة بأنها "جبهة سابعة" تخوضها إسرائيل إلى جانب جبهات غزة والضفة الغربية من جانب، ولبنان وسوريا وإيران واليمن والعراق.
الأزمة بين الاثنين ليست بعيدة عن موقفهما بشأن استمرار الحرب؛ إذ تتعلق بطريقة الأداء، وبتسريب التفاصيل الدقيقة للجدل الذي تشهده اجتماعات مجلس الحرب، والذي أصاب المواطنين بالإحباط وضرب معنويات الجنود في الميدان، وفق ما أشارت إليه الصحيفة.
ومن بين أوجه الأزمة التي حددتها الصحيفة أن غالانت يتمسك بموقف الشاباك والجيش بضرورة تعزيز السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، وحل أزمة العمال الفلسطينيين وأموال الضرائب المستحقة للسلطة، ويخشى أن يعني السير عكس هذا التيار اندلاع جبهة الضفة الغربية، ومن ثم الفشل في تحقيق أهداف الحرب في غزة.