سعيد علينا وأسود عليهم.. بقلم «محمود نفادي»
بالتأكيد أن ذلك اليوم وهو أمس (الإثنين 22 يناير 2024) شهد حدثًا سعيدًا على كل العرب والمسلمين، بل وعلى العالم أجمع، بعد سقوط 24 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا بنيران المقاومة الفلسطينية في غزة جزاء ما ارتكبوه من عدوان بربري ووحشي على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة وقتل عشرات الآلاف الأطفال والنساء والشيوخ.
إن ما حدث ذلك اليوم يعد من الأيام السعيدة على العرب والمسلمين وهم يرون الدموع تنهمر من عيون أسر هؤلاء القتلى الإسرائيليين وهي تحمل التوابيت وبها جثث المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بشعة في حق الشعب الفلسطيني في غزة.
إن ما حدث ذلك اليوم يعد، حقًا وصدقًا، حدثًا سعيدًا للإنسانية كلها، وكما قال وزير الدفاع الإسرائيلي "لقد تعرضنا لضربة قوية يوم الاثنين ومقتل 24 من جنودنا"، ليس بالأمر الهين، ونحن نقول له: إن كل الأيام القادمة لن تكون، أيامًا هينة عليكم وعلى جنودكم الذين يعتدون على الشعب الفلسطيني في غزة.
لقد أثبت العدوان الإسرائيلي على غزة أن إسرائيل دولة مجرمة ودولة إرهابية؛ لأن سقوط قتلى إسرائيليين يسعد قلوب كل العرب والمسلمين ويدمي قلوب كل الإسرائيليين الذين يساندون هذا العدوان، ولعل تأييد الكنيست الإسرائيلي لاستمرار نتنياهو وحكومته المجرمة ومجلس الحرب الإسرائيلي في عمله وعدم حجب الثقة عنه، يؤكد أن الإسرائيليين جميعًا شركاء في جريمة العدوان الإسرائيلي على غزة، لقد شاهدت بنفسي، وغالبية العرب والمسلمين يتابعون شاشات الفضائيات، وإسرائيل تنزف دمًا بسبب 24 من جنودها؛ إلا أنهم لم يتحركوا، بعد أن قدم شعب غزة حتى الآن أكثر من 24 ألف شهيد منهم 11 ألف طفل أبرياء سقطوا شهداء بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة.
إن ما حدث ذلك اليوم يعد حقًا حدثًا سعيدًا على كل العرب والمسلمين، وحدثًا داميًا وأسودًا على الإسرائيليين، وعلى كل من يساندوا إسرائيل في عدوانها على غزة.
إننا نتجه إلى الله بالدعاء أن يجعل كل أحداث أيامنا القادمة سعيدة وكل أحداث أيامهم القادمة تعيسة وسوداء، وأن يزيد من قتلاهم على أرض غزة؛ حتى يتحقق النصر للمقاومة الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية.