بعد حكم محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.. «يحيا العدل» بقلم «محمود نفادي»
جميع الأحرار في العالم يهتفون بأعلى صوت الآن، بعد أن استمعوا إلى حكم محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل هتافًا واحدًا، هو «يحيا العدل».
فقد أنصفت محكمة العدل الدولية ب 16 صوتًا من القضاة مقابل صوت واحد فقط، العدل وانحازت إليه، وأدانت إسرائيل بأشد عبارات الإدانة، وألزمتها باتخاذ كل التدابير لمنع التحريض لارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة.
ليس ذلك فقط؛ رفضت المحكمة كذلك، كل مطالب الفريق القانوني لإسرائيل، بما في ذلك عدم اختصاص المحكمة وإسقاط الدعوى المقامة من جنوب إفريقيا.
وأدانت محكمة العدل الدولية، وهي أعلى محكمة دولية، القتل المستمر في قطاع غزة، وقالت بصريح العبارة: يساورنا قلق بالغ إزاء استمرار الخسائر في الأرواح في قطاع غزة.
ووصفت المحكمة غزة بأنها أصبحت مكانًا للموت واليأس، ولا يمكن العيش فيه والفلسطينيون يتعرضون للتهديدات اليومية، وأكدت أن الشعب الفلسطيني يخضع للحماية بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وأن سكان القطاع جزء أصيل من هذه الاتفاقية.
وأكدت المحكمة استنادها في هذه الأحكام إلى التصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين بشأن نزع صفة الإنسانية عن الفلسطينيين، واستندت بصورة خاصة، إلى تصريح وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي "جالانت" في 9 أكتوبر الماضي، عند ما أمر بفرض حصار كامل على غزة وإغلاق كل شيء وقطع الكهرباء والماء ومنع الوقود عنها.
وأكدت المحكمة أنه لدى قضاتها صلاحية للحكم بإجراءات في قضية الإبادة الجماعية، وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بتقديم تقرير إلى المحكمة في غضون شهر، كما دعتها إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية اللازمة لقطاع غزة.
ودعت المحكمة إسرائيل للوفاء بتعهداتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
نعم "يحيا العدل"، فمحكمة العدل الدولية وجهت صفعة قوية في وجه إسرائيل، الدولة الاستعمارية المحتلة، وفي وجه الشيطان الأكبر والأعظم- الولايات المتحدة الأمريكية- التي تساند إسرائيل بكل قوة وسعت لممارسة كل الضغوط الممكنة على جنوب إفريقيا لسحب وإسقاط هذه الدعوى.
وقالت محكمة العدل الدولية كلمتها، وأصدرت حكمها بإدانة العدوان الإسرائيلي الوحشي والبربري على قطاع غزة وأنصفت المحكمة دولة جنوب إفريقيا في الدعوى التي رفعتها والتي كانت واثقة من الحكم لصالحها.
إن محكمة العدل الدولية أعادت الثقة من جديد إلى منظمات المجتمع الدولي بعد أن فقد العالم الثقة في هذه المنظمات، وخاصة مجلس الأمن الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، باستخدام حق الفيتو لتمرير وتبرير عدوان إسرائيل.
لقد أثلجت محكمة العدل الدولية قلوبا ونفوس ملايين البشر حول العالم الذين ينحازون إلى العدل ويشتاقون إليه، لأن العدل أساس الملك.
وقد أكدت محكمة العدل الدولية اليوم أن إسرائيل دولة مجرمة، ودولة احتلال ودولة ضد القانون وفوق القانون.
وقالت المحكمة كلمتها، ولذلك فنحن نقول جميعًا، وخاصة المسلمين حول العالم: "يحيا العدل.. يحيا العدل.. يحيا العدل"، وتسقط إسرائيل.