عقوبة شديدة للتجسس في الشريعة الإسلامية.. تعرّف إليها
يعتبر التجسس صفة ذميمة وكبيرة من الكبائر التي يبوء فاعلها بإثم كبير وغضب من الله، فهو ينتهك حرمة الآخرين ويعرض خصوصيتهم للانتهاك، تنص الشريعة الإسلامية على تحريم التجسس، نظرًا للآثار السلبية والعواقب الخطيرة التي يمكن أن تترتب عليه في المجتمعات، فقد يؤدي التجسس في بعض الأحيان إلى تدمير البيوت واندلاع العديد من الأزمات والخلافات بين الناس.
تُحرِّم الشريعة الإسلامية، التجسس وتدعو إلى احترام خصوصية الآخرين وعدم تتبع عوراتهم، وتجدد تحذير الله في القرآن الكريم فقال جل وعلا: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" (الحجرات: 12). هذا النهي يعكس التزام الإسلام بحماية خصوصية الأفراد وعدم التدخل في شؤونهم الشخصية.
وتعتبر الشريعة الإسلامية التجسس والغيبة من الكبائر التي تغلق أبواب التوفيق الرباني، والعقاب لمن يتجسس على الآخرين هو الفضيحة في الدنيا والخزي في الآخرة، فمن يتتبع عورة أخيه يتتبع الله عورته، ومن يتتبع الله عورته سيتم فضحه حتى في بيته.
وتنوعت طرق التجسس في العصر الحديث بفضل التطور التكنولوجي، فالتجسس لم يعد يعني فقط الاستماع بالأذنين، بل أيضًا محاولة اختراق هواتف الآخرين وصفحاتهم الشخصية، والتطلع على حياتهمات خصوصيتهم عبر الإنترنت، واستخدام الكاميرات وأجهزة التسجيل لمراقبة الآخرين دون إذنهم، وقد أدى التطور التكنولوجي إلى زيادة خطورة التجسس، حيث أصبح من السهل جمع واستخدام المعلومات الشخصية لأغراض غير أخلاقية أو ضارة.
وتدعو الشريعة الإسلامية المسلمين إلى احترام خصوصية الآخرين وعدم التجسس عليهم، وتحث على التفكير الحسن وإعطاء الثقة والتصرف بأمانة في التعامل مع الآخرين، يجب على المسلمين أيضًا أن يحموا خصوصيتهم الشخصية ومعلوماتهم السرية وأن يكونوا حذرين في مشاركة المعلومات الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت.