التسامح والمساواة.. تراث إسلامي يتصدى للعنصرية والعصبية
أثبت التاريخ أن مشكلة العنصرية والعصبية تمثل تحديًا دائمًا في الحياة الاجتماعية، إذ تؤدي إلى التفرقة بين البشر بناءً على أصولهم العرقية وألوانهم، مما يشعل نار الفتن ويؤدي إلى اندلاع الحروب. ومن هذا المنطلق، جاءت بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كنقطة تحول في تاريخ البشرية.
وحملت الرسالة الإسلامية رسالة التسامح والمساواة، حيث دعت إلى إزالة الفوارق العنصرية وترسيخ مبدأ المساواة بين البشر. ومع إشراقة الإسلام، تغلبت روح التعايش والسلم الاجتماعي على العصبية والتفرقة العنصرية، وأصبح العربي والفارسي والرومي يمارسون الإسلام بروح واحدة.
وقد كانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم تكشف عن طبيعة عالمية للرسالة الإسلامية، حيث أكدت أنها تتجاوز الأعراق واللغات والثقافات، وترتكز على مبدأ التسامح والمساواة بين البشر. ومن هذا المنطلق، فقد وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمور العصبية، والقبلية، والتمييز بين الناس بأنها حالة جاهلية، داعيًا إلى التخلص من تلك العقائد والعادات السلبية.
وبالتزامن مع ذلك، عملت التعاليم الإسلامية على تحقيق التواصل والتفاهم بين أفراد المجتمع، ولم تلغي الانتماءات القبلية والعشائرية، بل دعمتها برابطة الإيمان والتعاون المتبادل. وجسدت تلك التعاليم في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسلوكه الحكيم.
وفي خطبته يوم العيد، أرسى النبي محمد صلى الله عليه وسلم مبدأ المساواة بين الناس، مؤكدًا أنه لا يوجد فضل لعربي على عجمي أو لأحمر على أسود إلا بالتقوى والأخلاق.
(لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ ، ولا لأبيضَ على أسودَ ، ولا لأسودَ على أبيضَ - : إلَّا بالتَّقوَى ، النَّاسُ من آدمَ ، وآدمُ من ترابٍ)
وبهذه الطريقة، أصبحت التعاليم الإسلامية مدرسة للتسامح والمحبة والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والأعراق، وظلت رسالة التسامح والمساواة تتجدد في قلوب الناس عبر العصور كما هو موضح في مختلف المراجع الدينية والتاريخية.