تعرف إلى سبب تسمية سورة الكوثر
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} [سورة الكوثر]
صدق الله العظيم
جميعنا نقرأ سورة الكوثر، ولكن معظمنا لا يعلم ما أسباب نزول هذه الآية، وما سبب تسميتها بـ"الكوثر". من خلال موقع اتحاد العالم الإسلامي سوف نتعرف إلى هذه الأسباب.
سورة الكوثر لعلها من الأمور الخفية عن الكثيرين، رغم صِغَر آياتها، ولكنها معروفة بل محفوظة من قِبل الكثير من الناس، وعهدنا بالقرآن الكريم أنه مليء بالقصص والعبر والحكم والأسباب، وذلك لأن نزول القرآن الكريم تزامن مع أحداث ووقائع حدثت ووقعت في أثناء نزوله، فكان ذلك سببًا في نزول بعض السور والآيات التي كانت ردًّا على تلك الحادثة؛ فإما لترد على المشركين أو لتعالج أمرًا أو قضية، وهذا كله لنعلم بأن هذا القرآن الكريم هو كتاب خالد لا شبيه له، محكم معجز في شتى جوانبه.
سبب نزول سورة الكوثر
وقال عبد الله بن عباس، وهي أصح رواية: نزلت في العاص بن وائل، وذلك أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج من المسجد وهو يدخل، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدثا وأناس من صناديد قريش في المسجد جُلوس، فلما دخل العاص قالوا له: من الذي كنت تحدث؟ قال: ذاك الأبتر، يعني النبيَّ -صلوات الله وسلامه عليه-، وكان قد تُوفي قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان من خديجة، وكانوا يسمون من ليس له ابن: أبتر، فأنـزل الله تعالى هذه السورة.
وكان في تفسير آياتها الخير العظيم وما ذكر الله به نهر الكوثر؛ فسورة الكوثر سورة جليلة عظيمة، فهي من جانب تحدثنا عن بعض ما حبا الله به نبيه وفضله به وذلك نهر الكوثر، ومن جانب آخر يرد على من كان يعتدي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بفحش وببذيء الكلام حين كان يصف النبي بأنه أبتر إذا مات، لا ولد من بعده يحمل اسمه فينقطع أثره ونسله بموته، كما روى ذلك ابن العباس في رواية أخرى، فيُروَى بأنه قال: "كان العاص بن وائل يمر بمحمد -صلى الله عليه وسلم- ويقول: إني لأشنؤك وإنك لأبتر من الرجال؛ فأنـزل الله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ} من خير الدنيا والآخرة". العبرة أن الله يدافع عن الذين آمنوا، فمهما فعل الكفار؛ فإن دائرة السوء تدور عليهم وحدهم، وكل كيد يتربصون به لأهل الحق هو باطل لا محالة؛ لذلك فليطمئن أهل الدعوات إن كان الله بجوارهم؛ فإن سهامه لن تخطئ طريقها إلى أعدائه أبدًا.
تسمية سورة الكوثر
الكوثر اسم يدل على كثرة الخيرات التي أنعم الله بها على نبيه -صلى الله عليه وسلم- والتي كان أهمها نهر الكوثر، وهو حوض للنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، من شرب منه فلا يظمأ بعده أبدًا، وتجب له شفاعة النبي. حيث وردت في ذكره الأحاديث من بينها ما رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه كان جالسًا يوماً في صحابته؛ فغفا إغفاءةً ثم تبسم، وقال لهم: "أَتَدْرون ما الكوثرُ؟ فقلنا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: فإنه نهرٌ وعَدنِيه ربي عزَّ وجَلَّ، عليه خيرٌ كثيرٌ، وحوضٌ تَرِدُ عليه أمتي يومَ القيامةِ، آنيتُه عدد النجومِ، فيَخْتَلِجُ العبدُ منهم، فأقولُ: ربِّ، إنه مِن أمتي، فيقول: ما تدري ما أَحْدَثَتْ بعدَك".