فتاوى العقيدة.. ما حكم الإسلام فيمن قال لمحبوبته: أنا أعبدك؟
يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، وفي إطار اهتمامنا في «اتحاد العالم الإسلامي» بالإجابة على تساؤلات القرَّاء، حول الفتاوى العامة وكذا الخاصة بشهر رمضان المبارك، ورد سؤال من أحد الأشخاص يقول: ما حكم من يقول لمحبوبته أو زوجته أنا أعبدك؟
وحول الحكم الشرعي طالعنا فتوى قسم الفتاوى بالإدارة العامة للأوقاف القطرية، والتي جاء فيها: إن الحكم الشرعي فيمن قال لمحبوبه: (أعبدك) هو الكفر. موضحة أن من قال: أنا عبدك فهو على نيته فإن كان يقصد من ذلك أنه بمثابة المملوك له لم يكفر، وإن كان ذلك لا يتفق وعزة النفس في الإسلام.
وأوضحت الأوقاف القطرية في فتواها، أنه إن كان يقصد من قوله ذلك أن محبوبه إله وأنه عبد لهذا الإله فقد كفر، وإن أطاع محبوبه فيما يخالف شرع الله مع اعتقاده ببطلان ذلك فقد عصى، وإذا أطاع محبوبه فيما يخالف شرع الله وهو يعتقد بصحة ذلك، أي أنه مقتنع بصحة تقديم ما يريده محبوبه على ما يريده الله فقد كفر.
وأوصت الفتوى بمطالعة العلاقة بين تقديم طاعة الغير على طاعة الله بالشرك والكفر في رسالة العبودية للإمام ابن تيمية على وجه الخصوص وكذلك كتب العقيدة الأخرى، مثل: معارج القبول: لحافظ بن أحمد حكمي. وشرح العقيدة الطحاوية: للعز الحنفي فتح المجيد: لآل الشيخ. وللحب أنواع مختلفة. ولا تعارض بين هذه الأنواع؛ بحيث تؤدي شدة هذا النوع من الحب إلى ضعف ذاك.
وأردفت لجنة الفتوى في فتواها: لا تعارض بين حب الله وأنواع الحب الأخرى مثل حب ذوي القربى، وحب الإخوة، وحب العلم، وحب الحبيبة، بحيث يقال إن شدة حب الحبيبة تؤدي إلى ضعف حب الله أو حب العلم مثلاً، بل إن كل هذه الأنواع من الحب باستثناء حب الله فروع من شجرة الروحانية. أما حب الله فيعتبر بمثابة الساق التي تغذي كل أنواع الحب الأخرى.