غزة.. انقطع العون من أهل الأرض فلماذا لا ينصرهم الله من السماء؟ إجابات منطقية
حرب وحشية ودمار كبير وإبادة جماعية يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العزل في قطاع غزة؛ استمرارًا لسلسلة العدوان الإجرامي على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وسط صمت عالمي مخزٍ لحكومات أبت إلا أن تقعد من القاعدين تنظر كيف يقتل الأطفال بقنابل ضخمة، وصواريخ موجهة، وقصف وحشي أدى إلى استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، إلى جانب 70 ألف مصاب، وعشرات الآلاف تحت الأنقاض.
عطفًا على ما سبق خرجت التظاهرات في الدول العربية والأوروبية من شعوب لا تزال تحتفظ ببعض من إنسانيتها، مطالبين بتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، غير أن حكومات العالم لا تأبه بمأساة الضعفاء خاصة وإن كانوا من المسلمين، والقوس مفتوح على غاربه منذ الحملات الصليبية وحملات الاستعمار للدول العربية والإسلامية، ثم الغزو للعراق وليبيا أفغانستان واليمن وسوريا ومأساة الأمة الإسلامية الكبرى في احتلال اليهود للأراضي الفلسطينية منذ أكثر من 70 عامًا مضت.
لجأت الشعوب العربية والإسلامية إلى الدعاء أن ينصر الله فلسطين وأهل غزة على عدوهم، غير أن مشاهد الدماء وارتقاء أكثر من 30 ألف شهيد حتى الآن وإصابة 70 ألفًا آخرين وعدم وجود النصرة للمستضعفين في غزة حتى الآن مع كثرة الدعاء من ملايين المسلمين حول العالم كانت سببًا في تساؤل الجميع:- لماذا لا ينصر الله أهل غزة رغم دعائنا الكثير لهم بالنصر؟
طرحنا السؤال على فضيلة الشيخ مصطفى العدوي الداعية الإسلامي فأجاب بقوله: الله يفعل ما يشاء (يكشف ما تدعون إليه إن شاء) ونحن ننظر من منظور ضيق عند فقد عزيز أو حبيب، ولكن الله (أحاط بكل شيء علمًا) فهو يعلم الأمر من كل جوانبه.
وأكمل العدوي قائلًا: نحن نحزن لفقد إخواننا وما يحدث للأطفال ولكن الله اختارهم ليكونوا شهداء عنده (ويتخذ منكم شهداء) فنحن ندعو الله نصر الإسلام والمسلمين والاستمرار بالدعاء، نتمنى اتحاد المسلمين كما كنا زمن العزة ولكن الله له حكمة من هذا الأمر فنسأله النصر والتمكين.
اقرأ أيضًا: منذ 4000 عام.. لماذا أضحت غزة مطمع الغُزاة على مر التاريخ؟
تحدث ناظر عاشور، حول الإجابة على السؤال من وجهة نظره العقدية فقال: ما نشاهده من أهل غزة وأهل القدس أنهم مؤمنون بالله عز وجل، قائمون على واجبهم، ولم نجد أحدًا منهم يتفوه بهذا السؤال ويقول لماذا لا ينصرنا الله، وهذا عين اليقين في تحقيق قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَانَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالآخرةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (11)} [سُورَةُ الحَجِّ: ١١]
ويكمل: أهل غزة يعلمون أن الله قد خلقهم في حياة ليست مصممة للأكل والشرب والتكاثر في جوهرها، بل هي مصممة ليتميز الخبيث من الطيب، المؤمن من الكفار الجاحد، أهل الحق من أهل الباطل.. ولا يحدث ذلك التميز إلا بوجود المحن والابتلاءات؛ فهنالك من يصبر ويعلم مراد الله وهنالك من يكفر والدليل قول الله: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)} - [سُورَةُ العَنكَبُوتِ: ٢-٣]
فأهل غزة يعلمون أننا راجعون إلى الله عز وجل، وأنه سوف يعوضهم حياة أفضل من تلك الحياة، فيعملون بقول الله تعالى: ۞ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)
والحكمة من ابتلاء أهل غزة وصبرهم نجدها في أنهم أصبحوا مصدر إلهام ومصدر إيقاظ لأمة نائمة، فيها من جحد بربه وفيها من تكاسل وفيها من تآمر وفيها من عاش ليومه ولا ينظر إلا لأسفل قدميه، قال الله: {أَفَمَن یَمۡشِی مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦۤ أَهۡدَىٰۤ أَمَّن یَمۡشِی سَوِیًّا عَلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ }. [سُورَةُ المُلۡكِ: ٢٢].
فوعد الله حتما متحقق، فمن كان ليتصور أنه بعد ستة عقود سيبقى من يدافع عن الحق وينصره، ويوقظ الأمة، ويريها كيف تدور الحياة وحقيقة عدوها، لقد رفعوا الراية التي تخاذلنا عنها، وعروا الأقنعة، لكي ندرك من العدو، وندرك الشر المتربص بنا.
ولو نظرت إلى حقيقة الحياة لوجدت أنها زائلة، وأنها دار لن يخلد فيها منا أحد بما فيهم من يسأل أين نصر الله لأهل غزة، فلو عشت في نعيم خالص وعندك كل متع الحياة فإنك تارك كل ذلك وراحل إلى باطن الأرض،فشتان من يموت حاملًا راية الحق، وبين من يموت جاحدًا بربه.
اقرأ أيضًا: تاريخ العدوان منذ نكبة 48.. لماذا يدمِّر الاحتلال الإسرائيلي غزة بهذه الوحشية؟
ويقول يوسف أحمد: خضع الجزائريون عقودًا طويلة للاحتلال الفرنسي، قدموا خلالها تضحيات باهضة الثمن لكنهم في النهاية دحروا المحتل، وطهروا أرضهم، وكم عانى الأنبياء وأتباعهم لكنهم انتصروا، وتم لهم الأمر في النهاية. الله لا يعمل كما تريد أنت وما أريد أنا، لا يعمل وفق رغباتنا المتسرعة. ومع ذلك فما هو مفهوم النصر؟
للنصر مفاهيم كثيرة أحدها هو النتائج الآنية المتمثلة في دحر القوة العسكرية، والذي تبحث فيه أنت، وسقوط ورقة التوت التي كانت تخفي جرائم الاحتلال الإسرائيلي طوال خمسة وسبعين عامًا وهذا اسمه نصر. وبث الرعب في المجتمع الصهيوني، نتيجة الشعور الدائم بالتهديد هذا نصر ضد الدعاية الحمقاء التي كانت تعول على ذاكرة الشعوب التي من المفترض أنها ستنسى القضية؛ فالعالم الآن يعرف قبائح العقلية الصهيونية، بل ما هو أكثر من ذلك، العالم اليوم يعرف قباحة المنظومة المجرمة التي تحكم العالم.
ومع كل ذلك، هذه حرب طويلة وما يجري الآن هو واحدة من المعارك. والمعركة الأخيرة التي ستنتهي معها الحرب تلوح في الأفق، ولكنكم تستعجلون.
أصحاب الأخدود تم حرقهم وأنطق الله الطفل الرضيع عندما خافت الأم على ابنها وقال لها اثبتي يا أماه إنكِ على الحق؛ فهل كان حرقهم غضب من الله ونصر لليهودي ذو نواس الحميري؟! بل تمحيص وامتحان من الله لصبرهم والجزاء جنة الخلد وملك لا يبلى قال الله: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ). [البقرة، آية: 214]، وقتلانا في الجنة، أما قتلاهم ففي النار.
بالفيديو.. مشاهد قاسية لطفل يصارع الموت بسبب جرائم الاحتلال الصهيوني
الوليد ويدكس قال: الله جل وعلا يقول: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} -[إبراهيم : 42-43]. ولا تحسبن الله بغافل عما يفعله المجرمون هو إرادة ربنا وحكمته يجريها كيفما شاء هى فتنة علشان ينكشف المتخاذل والمنافق الخير والشر فتنة الله اعلى اعلم أن بسال نفسي نفس السؤال بس انا وانته مين فى حكمة الله خالق الكون كله اكيد يدبر الأمر واكيد برده اللى ماتوا شهداء منعمين مدى الحياة ام الدنيا دار فناء فأكيد الافضل لهم الفوز بالاخرة.
اقرأ أيضًا:- آلاف القطع الأثرية.. الاحتلال الإسرائيلي يسرق متاحف غزة ويدمر التراث والمساجد التاريخية